بعدما كان التيار الكهربائي متوافراً لساعات قليلة في المرافق العامة الأساسية في الدولة، يدخل لبنان في العتمة الشاملة بدءا من اليوم بعد اطفاء معمل الزهراني محركاته ظهر اليوم الجمعة بسبب نفاد خزينه من مادة الغاز أويل، باستثناء المعامل التي تعمل على الطاقة المائية وتغذي عددا من البلدات البقاعية والجنوبية.
وحتى الساعة، يبدو أنّ لا شيء واضح بالنسبة الى شحنات الفيول أويل العراقي، وما إذا كانت أول شحنة منها ستصل إلى لبنان قريباً، بعد تمديد الاتفاق مع الجانب العراقي لتزويد لبنان الفيول لمصلحة "مؤسسة كهرباء لبنان". وفيما تؤكد مصادر في معمل الزهراني أن المعمل سيتوقف عن العمل نحو 20 يوما في انتظار وصول الشحنة الأولى من الفيول العراقي الذي كان يؤمّن نحو 3 ساعات من التغذية غير المستقرة، أكدت مصادر أخرى في "مؤسسة الكهرباء" أنّ لبنان لم يتبلّغ بعد موعد وصول أي شحنة فيول، وتالياً فإنّ البلاد قد تقع في المحظور بدءاً من اليوم.
واللافت أنّ أزمة التقنين وصلت إلى السرايا الحكومية، إذ لاحظت مصادر في الهيئات الاقتصادية التي التقت رئيس حكومة تصريف الاعمال قبل أيام أنّ الرئيس نجيب ميقاتي استقبل الوفد في القاعة الرئيسية للقصر الحكومي التي غابت عنها وسائل التبريد (مكيف) وفق ما أكدت لـ"النهار"، وهذا الأمر يُترجَم برأيها حال الانهيار الذي يضرب مؤسسات الدولة عموما وخصوصاً "مؤسسة الكهرباء" العاجزة عن تأمين الكهرباء حتى للمقار الرئاسية.
وأمس أعلنت "كهرباء لبنان" أنه سوف يتم وضع معمل الزهراني قسرياً خارج الخدمة بعد ظهر اليوم، بما سيؤدّي إلى توقّف إنتاج الطاقة على كل الأراضي اللبنانية، على أن يُعاد تشغيل معامل الإنتاج فور تزويد المؤسسة بالمحروقات في أقرب فرصة ممكنة.
ولفتت إلى أنه "عطفًا على كل من بيان مؤسسة كهرباء لبنان تاريخ 03/08/2022، وكتابها إلى جانب الأمانة العامة لمجلس الوزراء وجانب وزارة المال بواسطة معالي وزير الطاقة والمياه رقم 2726 تاريخ 03/08/2022، ولمّا كان ما تبقى من طاقة كهربائية منتجة، يتم توليدها فقط من معمل الزهراني، وهو المعمل الوحيد المتبقي على الشبكة، وذلك من جراء نفاد خزين معمل دير عمار من مادة الغاز أويل، وحيث إنه لم يتم توريد بموجب اتفاقية التبادل المبرمة ما بين كل من جانب الجمهورية العراقية والجمهورية اللبنانية، أي شحنة غاز أويل مخصصة لشهر آب 2022 لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان بواسطة جانب وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط، كما أن المؤسسة لم تتبلّغ بعد ما إذا كان سيتم توريد شحنة غاز أويل لمصلحتها خلال شهر أيلول 2022، مع العلم أن إنتاج الطاقة الكهربائية من معامل مؤسسة كهرباء لبنان كان يعتمد في الفترة الأخيرة فقط على تلك الاتفاقية، وحيث إنه لا يزال لغاية تاريخه، لم يتبين الموعد الفعلي لوصول الطاقة الكهربائية من المملكة الأردنية الهاشمية، والموعد الفعلي للبدء باستجرار الغاز الطبيعي من جمهورية مصر العربية، وذلك بانتظار أن يتم تأمين التمويل اللازم لهذين المشروعين من قِبل الجهات المعنية، وحيث إن خزين معمل الزهراني من مادة الغاز أويل قد وصل الى أقصى حدوده الدنيا وشارف على النفاد، وإزاء هذا الوضع الحساس والدقيق والخارج عن إرادة ومسؤولية مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل، اضطرت لاتخاذ هذا الإجراء".
ولاحقا افيد انه حصل اتفاق بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض ومدير مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك على استخدام نحو ٤٠ ألف طن من الفيول أويل التي كانت مخصصة لمعملي المولدات العكسية في الذوق والجية والتي طرحت تساؤلات حول مواصفاتها.
وبحسب معلومات "أل بي سي"، سيتم استخدام كميات من الفيول هذا في معملي الجية والذوق القديمين والمتوقفين عن العمل منذ أشهر طويلة.
وسيبدأ استخدام هذه الكميات في خلال يومين على أبعد تقدير تفاديا للعتمة الشاملة وللإستمرار في تزويد المرافق الأساسية في البلاد بالكهرباء حتى يعاود العراق تزويد لبنان بالمحروقات بدءا من منتصف أيلول المقبل على أبعد تقدير.