النهار

تكلفة القرطاسيّة تقارب الـ 15 مليون ليرة… بالطبع لا نتحدث هنا عن "البراندات"!
رنا حيدر
المصدر: "النهار"
تكلفة القرطاسيّة تقارب الـ 15 مليون ليرة… بالطبع لا نتحدث هنا عن "البراندات"!
تعبيرية (أ ف ب).
A+   A-
انطلق الموسم الدراسي الجديد في واقع تربوي غير متبلور وسط المناكفات السياسيّة وتقاعس دولة وضعت مصير الأطفال والتلامذة أمام مصير مجهول.
 
لم يشهد لبنان من قبل أزمة مماثلة في القطاع التربوي، حيث أصبح التعليم مهدّداً. والأزمة لا تقتصر فقط على الأقساط المدرسيّة، بل على توابعها أيضاً، مثل القرطاسيّة. فمع تحليق الدولار والأسعار، ودولرة الأقساط المدرسيّة، وتكلفة النقل، واللباس المدرسيّ، والقرطاسيّة، واللائحة تطول! لم يرسم هذا العام إلاّ الإرهاق على وجوه أهلٍ تراكمت المصائب عليهم.
 
وعندما ندخل في تفاصيل الأسعار، يزداد العبء، ويصبح متوجباً على الأهل وضع ميزانية للعام الدراسي، بعد ضغوط ارتفاع الأسعار تربوياً.
 
جلنا على العديد من المكتبات للاستفسار عن الأسعار ووضع لائحة بتكاليف القرطاسيّة التي تصل إلى حدود الـ 15 مليون ليرة. وسنستعرض المستلزمات المدرسية ونقارنها بين عدّة مكتبات، والتي تشمل: قلم الـ"pilot"، قلم الـ"uniball"، حقيبة مدرسيّة، مقلمة، علبة أقلام رصاص، دفاتر، agenda، علبة أدوات هندسية وقلم الريشة. وإليكم لائحة الأسعار:
 
 
مكتبة حليم
سعر قلم الـ"pilot" يقارب الـ 90 ألف ليرة.

سعر قلم الـ "uniball"يتراوح بين الـ55 ألف ليرة والـ65 ألفاً.

سعر المقلمة يقارب الـ 540 ألف ليرة، ويتغيّر حسب الأنواع.

سعر الـ agenda للأطفال يتراوح بين الـ 60 والـ 70 ألف ليرة.
سعر الحقيبة المدرسية للأطفال بين المليون والمليون و500 ألف ليرة، فيما سعر الحقيبة العاديّة التي يبلغ نحو مليوني ليرة، وهي ليست من فئة "البراندات" أو العلامات التجارية العالمية المعروفة.
سعر علبة الأدوات الهندسية يبلغ 140 ألف ليرة.
سعر علبة أقلام الرصاص يبلغ 50 ألف ليرة.
سعر قلم الريشة يتراوح بين الـ 150 والـ 250 ألف ليرة.
سعر آلة حاسبة علميّة يصل إلى 840 ألف ليرة لبنانيّة، والآلة الحاسبة للصفّ المتقدّم تصل إلى الـ 6 ملايين ليرة.
 
ويبلغ سعر الدفتر بين الـ 50 و100 ألف ليرة، بحسب الأنواع. وفي عملية حسابية بسيطة، إذا اعتبرنا أن معدّل احتياجات الطالب 6 دفاتر سنوياً، فالتكلفة عندها تبلغ 600 ألف ليرة استناداً إلى اختيارنا الدفاتر الأقل كلفة.
 
وتشير صاحبة مكتبة حليم في البوشريّة غادة الحصان في حديث لـ"النهار" إلى أنّ نوعيّة الدفاتر لم تعد مثل السابق، إذ تراجع الطلب على النوعيّة الأجنبيّة التي يتم استيرادها بالدولار، في مقابل تزايد النوعيّة الصينيّة في المكتبات.
 
 
مكتبة معوّض
سعر قلم الـ"pilot"يقارب 116 ألف ليرة.
سعر قلم الـ"uniball" يصل إلى 70 ألف بيرة.
سعر المقلمة يقارب 190 ألف ليرة.
سعر الـ agenda للأطفال يتراوح بين 90 و100 ألف ليرة.
سعر الحقيبة المدرسية للأطفال يتراوح بين المليون والمليون و500 ألف ليرة، فيما يبلغ سعر الحقيبة العاديّة نحو مليوني ليرة.
سعر علبة الأدوات الهندسية 116 ألف ليرة.
سعر علبة أقلام الرصاص 50 ألف ليرة.
سعر قلم الريشة يصل إلى الـ 340 ألف ليرة.
 
 
مكتبة Maliks
سعر قلم الـ"pilot" يقارب 111 ألف ليرة
سعر قلم الـ"uniball" يصل إلى 55 ألف ليرة
سعر المقلمة يتراوح بين الـ 200 و300 ألف ليرة.
سعر الـ agenda للأطفال يتراوح بين الـ 200 و400 ألف ليرة.
سعر الحقيبة المدرسية للأطفال يتراوح ين المليون والمليون و500 ألف ليرة، سعر الحقيبة العاديّة يبلغ نحو مليوني ليرة.
سعر علبة الأدوات الهندسية يبلغ 102 ألفي ليرة.
سعر علبة أقلام الرصاص يبلغ 60 ألف ليرة.
سعر قلم الريشة يصل إلى الـ 194 ألف ليرة.
 
 
مكتبة أنطوان
سعر قلم الـ"pilot" يقارب 128 ألف ليرة
سعر قلم الـ"uniball" يصل إلى 75 ألف ليرة
سعر المقلمة يتراوح بين 300 و600 ألف ليرة.
سعر الـ agenda للأطفال يصل إلى 400 ألف ليرة.
سعر الحقيبة المدرسية للأطفال يتراوح بين المليون والمليون و500 ألف ليرة، سعر الحقيبة العاديّة يبلغ نحو مليوني ليرة.
سعر علبة الأدوات الهندسية يبلغ 140 ألف ليرة.
سعر علبة أقلام الرصاص يبلغ 115 ألف ليرة.
سعر قلم الريشة يتراوح بين 500 و830 ألف ليرة.
 
ما يُلاحظ في هذه المقارنة، أنّ الأسعار في جميع المكتبات خياليّة ومتقاربة، والسبب هو أنّ معظم السلع مستورد وبالتالي يخضع لسعر موّحد، وتختلف الأسعار بين الأماكن بفارق طفيف.
 
 
الكتب
يصل سعر الكتب المدرسيّة للبكالوريا الفرنسيّة إلى الـ 9 ملايين ليرة، وقسم كبير منها بالدولار "الفريش"، نظراً لأنها مستوردة من فرنسا، ولا تطالها أي سياسات دعم. فيما يشير عدد من الأهالي إلى أنهم قاموا بشراء كتاب واحد بمليون ليرة لبنانية.
 
وبحسبة بسيطة لما تقدّم، يمكن الاستنتاج أنّ سعر القرطاسية بما تتضمنه من أقلام وكتب وحقيبة ومستلزمات أخرى، قد يصل إلى نحو 7 ملايين ليرة للتلميذ الواحد للبكالوريا اللبنانية، و15 مليوناً للبكالوريا الفرنسية.
 
وفي السياق، معلوم أنّ العديد من المدارس بدأت تفرض على الأهل دفع ثمن الدفاتر بـ"الفريش" دولار.
 
 
قطاع جديد نحو الانهيار
في هذا السياق، لفت أمين سرّ نقابة المكتبات جوزيف طعمة في حديث لـ"النهار" إلى أنّ معظم المكتبات في لبنان أغلقت أبوابها بسبب الوضع القائم، مضيفاً: "العمود الفقري لعملنا هو بداية العام الدراسي، ننتظر هذين الشهرين لتنشيط الحركة".
 
وأوضح أنّ الموسم الدراسي يقوم على شقيّن: الشقّ الرسمي والشقّ الخاص، معتبراً أنّ "اليوم الشقّ الرسمي شبه معدوم. ففي العام الماضي تمكنت "اليونيسيف" من دعم السنة الدراسيّة عبر تبرّعها بطباعة الكتب للمدارس الرسميّة"، مضيفاً: "تمنينا عليهم وعلى المركز التربوي أن يعاودوا المبادرة، وأن يكون التوزيع من خلال المكتبات. في النهاية لا نطمح إلى الربح، بل فقط إلى الاستمراريّة، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي".
 
وأشار طعمة إلى أنّ المركز التربوي دعا هذه السنة إلى مناقصات حيث سُعّرَت بالليرة اللبنانيّة، لكن تخوفاً من تغيّر سعر الصرف اليومي للدولار الذي يؤدي إلى خسارة كبيرة، لم تنجح أيٌّ من المناقصات. ومن جراء عدم استقرار الوضع، لم يتم دعم الكتب المدرسيّة لعام 2022.
 
وعن المدارس الخاصة، قال طعمة: "لدينا منافسة غير مشروعة من قبل المدارس، فهي مؤسسة تربويّة وليست تجاريّة، في حين باتت العديد من المدارس الخاصة تعمل بهدف تجاري تحت غطاء التعليم، وذلك أثّر سلباً على سوق عملنا، السوق الأساسي هو الكتاب، ففي حال انعدمت قدرتنا على توفيره وقدرة المستهلك على تأمينه، "شو تركنا للقرطاسيّة؟".
 
على صعيد آخر، اعتبر طعمة أنّ القرطاسيّة شبيهة بالمواد الغذائية التي ستخضع جميعها للدولار الجمركي، مشيراً إلى أنّ "مستلزمات القرطاسيّة معظمها مستورد، وفي حال كان إنتاجها محلياً فإن موادها الأوليّة تكون مستوردة، فلا مهرب من الخارج".
 
وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال اعتمدت الحكومة الدولار الجمركي على الـ 20 ألف ليرة أو على 12 ألفاً، فتكاليف الشحن الجديدة والضرائب التي تشمل البضائع الأجنبيّة ستساهم جميعها في رفع الأسعار بنسبة 200 في المئة.
 
 
"العلم أصبح للطبقة الأرستقراطية"
صرخة الأهالي كبيرة وخوفهم على مستقبل أطفالهم أنهك قدرتهم على تحمّل المزيد من المصائب. وفي السياق تقول أمّ لطفلين لـ"النهار"، إنّ الوضع بات متعباً و"مقرفاً". أصبحت المدارس الخاصة للفئة "الأرستقراطيّة". مضيفةً: "الفقير لا يتعلّم، نكدح في أعمالنا من أجل تعليم أطفالنا لسنة واحدة فقط! ما ينتظرنا بعدُ جهنّمي، غير أنّ القرطاسيّة أصبحت تساوي معاشاً كاملاً، أطفالنا يحرمون من أبسط الحقوق الإنسانيّة وهو التعليم!".
 
هذه المعطيات كلها تؤكد أن الواقع التربوي ليس أقل سوداوية من غيره في لبنان. أصبح العلم من الصعوبات، في حين أنّ الجهلة والظالمين يفتكون بشعب لا يطلب إلا الضروريات لحياة كريمة.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium