النهار

Horeca للضيافة ينطلق بنسخته الـ27... وزير الصناعة لـ"النهار": صورة جديدة للبنان بعد الأزمة
فرح نصور
المصدر: "النهار"
Horeca للضيافة ينطلق بنسخته الـ27... وزير الصناعة لـ"النهار": صورة جديدة للبنان بعد الأزمة
من المعرض (حسن عسل).
A+   A-
تحت شعار "تواصل، استلهم، اكتشف"، انطلقت فعاليات معرض "هوريكا لبنان" هذا العام بنسخته الـ27 أمس. بعد انقطاع بسبب جائحة كورونا، وبعد أن تموضعت السوق اللبنانية وانطلقت النشاطات بزخم أكبر من الماضي، خصوصاً في قطاع الضيافة والسياحة، وفق ما يؤكّده عدد من المشاركين الذين حاورناهم في المعرض.
 
المعرض الذي يمتدّ لـ4 أيّام حتى 28 نيسان يُشكّل ملتقى الأعمال السنويّ في مجال الضيافة والمأكولات في لبنان، ويشارك فيه 160 علامة تجارية لبنانيّة وعالميّة وآلاف المحترفين، وأكثر من 100 اختصاصي محلي ودولي في عالم الضيافة والمأكولات. 
يوفّر المعرض مساحة تلاقٍ بين المستثمرين والمورّدين بوجود أكثر من 30 مورّداً عالمياً، حيث سيكتشفون المنتجات اللبنانية ويقيمون علاقات تجارية مع شركاء لبنانيين بهدف تسويق الصناعة اللبنانية في كافة أنحاء العالم. 
 
يقدّم المعرض سلسلة ندوات حوارية لمعالجة المواضيع السياحية القائمة على فكرة الاستدامة، والتّحديات والفرص المتاحة. وسيُتيح عدّة نشاطات مع طهاة مشهورين من لبنان والخارج، وسيعرض منتجات محليّة جديدة بديلة عن المستوردة.  
 
 
يؤكّد وزير الصناعة جورج بوشيكيان في حديثه لـ"النهار" أنّ "لبنان في مرحلة تطوّر جديدة وصورة جديدة بعد الأزمة يعكسها هذا المعرض"، وذلك بناء على توجّه البلد نحو الاقتصاد الصناعي المنتِج مع الخدمات ونمو القطاع الزراعي، وانفتاح لبنان الكبير على العالم وفتح أسواق جديدة. والمعرض، برأي الوزير، يوازي بأهميته وضخامته معرض "سيال" الدولي الذي يُعنى بقطاع الضيافة والمأكولات أيضاً.
 
كرّم المعرض خلال الافتتاح طهاة لبنانيين تقديراً لجهودهم في إيصال اسم لبنان إلى العالم، حضره عدد من الطهاة العالميين المشهورين، كالشيف آلان جعام الحاصل على نجمة ميشلان، والآتي من باريس. في حديثه لـ"النهار"، يقول جعام: "شعور جميل جداً ينتابني، وهو أوّل تكريم لي في لبنان، فأنا أحمل لبنان معي منذ أن أستيقظ صباحاً وأحاول إيصاله في كل لحظة من يومياتي عبر الأطباق التي أقدّمها في فرنسا". وبرأيه "صحيح أنّ اللبنانيين برعوا في مجالات عدة كالفن والأعمال، لكن طهاة لبنانيين بارعين موجودون ويستحقّون رفع اسم لبنان في الخارج. وأمام لبنان فرص عديدة وقدرات لتجاوز الأزمة الراهنة".
 
 
يؤكّد مسؤول المبيعات في إحدى الشركات المصنِّعة للمواد الغذائية في لبنان أنّ "الأزمة ساهمت ولا تزال بانتشارنا في لبنان وفي توسيع إنتاجنا بالرغم من التحدّيات الراهنة، ونحاول بشتى الطرق الحفاظ على الجودة والاستمرار في السوق".
 
وعن التحدّيات، يشدّد المسؤول على خطر البضاعة المهرَّبة من الخارج وغياب الرقابة الجمركية، وعلى تكاليف التصنيع الأساسية التي تتصدّرها المواد الأولية الباهظة، وزيادة ساعة التشغيل إلى الحدّ الأقصى الممكن، في الوقت الذي يبقى الاختلال في سعر الصرف أكبر تحدّ للصناعة وللمواطنين جميعاً.
 
إلى ذلك، يتحدّث مسؤول التسويق في إحدى شركات الصناعات الغذائيّة المشاركة في المعرض عن تسويق منتجات شركتهم في 40 دولة، حيث يقدّمون أجود الأنواع بأفضل الأسعار. كذلك يشير إلى توسيع المؤسّسة خطوط إنتاجها في ظلّ الأزمة،ويأمل دائماً بفرصٍ في لبنان.
 
 
كذلك، توضح الشريكة المؤسِّسة في إحدى شركات تصنيع موادّ التعليب والتغليف بأنّ الحاجة في لبنان إلى هذه المنتجات تزداد يوماً بعد يوم مع تزايد عدد المطاعم التي تعتمد على خدمة التوصيل، إلى جانب الإنتاج البيتيّ. والسوق اللبنانية بحاجة بشكل كبير إلى هذه المنتجات المصنوعة محلياً، فالمستورَد منها بات باهظاً.
 
أمّا المسؤولة في إحدى الشركات المصنِّعة للمعدات البلاستيكية للتنظيف والتوضيب للمطاعم والمقاهي وغيرها، فتؤكّد أنّ الشركة انطلقت في ظلّ الأزمة، ثم تطوّر عملها بشكل أفضل بكثير من العام الماضي، و"مع مرور الوقت تستقرّ السوق أكثر، وقطاع السياحة والمطاعم يثبت أنّه ركن أساس في اقتصاد لبنان، إذ إنّ هناك طلباً كبيراً على معدّاتنا من قِبل هذا القطاع، والفرص في لبنان يومية".
 
ويبدو أن السوق اللبنانية تمثّل وجهة دائمة للصناعات الأجنبية الفاخرة، إذ يؤكّد المسؤول الإقليميّ في إحدى العلامات الإيطالية لإنتاج المثلّجات أنّ السوق اللبنانية كانت من أفضل الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل الأزمة، و"من أكبرها في مجالنا، واليوم نعود مجدداً للدخول إلى السوق اللبنانية".
 
 
 لا يتوقّف ممثل العلامة الإيطالية عند السنتين اللتين توقفوا فيهما، بل يتوجّه إلى المستثمرين الجدد الذين يودّون فتح أعمال جديدة لبيع المثلجات، فيؤكد أنّه "بعد الطلب الكبير الذي لمسناه في السوق اللبنانية على منتجاتنا، قرّرنا معاودة الدخول إليها، وهذا مؤشر جليّ على إعادة تموضع السوق اللبنانية".
 
في السياق نفسه، يوضح أحد المسؤولين في 10 شركات تكنولوجية ناشئة في المجال الزراعي بأنّ ما يميّز المعرض هذا العام أنّه عاد إلى سابق عهده، وهناك إقبال كبير على مستوى المنطقة إلى لبنان، ممّا يُشكّل دليلاً على عودة السوق والاقتصاد في لبنان تدريجاً إلى ما كانا عليه، وأنّ القطاع الخاص يعاود انتعاشه. أمّا التحديات فهي لا تزال موجودة، لكن أصحاب المؤسسات وجدوا سبلاً للتأقلم والاستمرار، فمنهم مَن فتح أسواقاً جديدة في الخارج، ومنهم مَن فتح خطوط إنتاج جديدة، إلى جانب تصنيع المنتجات البديلة في لبنان، وبذلك شهدنا نوعاً من الاستقامة في السوق.
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium