أشار بنك "عودة" في التقرير الأسبوعي، إلى أنّه "مع استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة واشتعال الحدود الجنوبية اللبنانية، وفي ظل إرجاء النقاش الوزاري في مشروع القانون المتعلق بإصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها، بينما قام 11 مصرفاً لبنانياً برفع مذكرة "ربط نزاع" إلى وزارة المال تطالب الدولة اللبنانية بتسديد ديونها والتزاماتها إلى مصرف لبنان، شهدت الأسواق المالية اللبنانية استقراراً في سعر صرف الدولار في السوق الموازية وسط نمو متواصل في الاحتياطيات السائلة بالعملات لدى المركزي، فيما عاودت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي، وظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها التاريخية في ظل المخاطر الجيوسياسية السائدة في المنطقة والمسار الإصلاحي الشائك أمام لبنان".
في التفاصيل، ظل سعر الدولار في السوق الموازية مستقراً في حدود 89000 ل.ل.، بينما سجّلت الاحتياطيات السائلة بالعملات لدى مصرف لبنان نمواً مقداره 490 مليون دولار منذ تاريخ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان في نهاية تموز 2023 لتبلغ زهاء 9.063 مليار دولار في نهاية تشرين الثاني 2023. وعلى صعيد سوق الأسهم، عاود مؤشر الأسعار ارتفاعه بنسبة 2.9% وسط إقبال على شراء أسهم "سوليدير"، كما زادت أحجام التداول بنحو 6 أضعاف أسبوعياً لتبلغ زهاء 11 مليون دولار. وفي ما بخص سوق سندات اليوروبوندز، ظلت أسعار سندات الدين الحكومية عند أدنى مستوياتها، حيث بلغت 5.875 سنتاً للدولار الواحد على طول منحنى المردود في ظل المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالصراع العسكري غير المسبوق الذي تشهده المنطقة وغياب الإرادة السياسية في لبنان لتطبيق الإصلاحات الملحة والمطالب بها من قبل صندوق النقد الدولي.
الأسواق
في سوق النقد: ارتفع معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 15% في نهاية الأسبوع السابق إلى 25% يوم الجمعة، بينما ظلت كلفة الكاش في حدود 1%. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 23 تشرين الثاني 2023 أن الودائع المصرفية المقيمة واصلت اتساعها بقيمة 1082 مليار ليرة. ويعزى هذا الاتساع إلى ارتفاع الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 921 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 61 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 15000 ل.ل.)، بينما نمت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 161 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع تحت الطلب بقيمة 239 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 78 مليار ليرة. في هذا السياق، اتسعت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بقيمة 790 مليار ليرة أسبوعياً، في ظل انخفاض حجم النقد المتداول بقيمة 688 مليار ليرة وارتفاع محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 396 مليار ليرة.
في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 7 كانون الأول 2023 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.00%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 30 تشرين الثاني 2023 اكتتابات بنحو 664 مليار ليرة، توزعت بين 64 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.00%) و600 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%). في المقابل، بلغت الاستحقاقات زهاء 206 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 458 مليار ليرة. وعلى المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من العام 2023 زهاء 17076 مليار ليرة، اكتتب بها مصرف لبنان بالكامل، بحيث استحوذت فئة السنة على 49.3% منه، تلتها فئة السنتين بنسبة 18.1%، ففئة الستة أشهر بنسبة 13.8%، وفئة الثلاث سنوات بنسبة 10.6%، وفئة الثلاثة أشهر بنسبة 7.6%، وفئة السبع سنوات بنسبة 0.7%، بينما نالت فئة الخمس سنوات 0.01% فقط من المجموع. في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 18008 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي بقيمة 933 مليار ليرة في الأشهر الإحدى عشرة الأولى من العام 2023.
في سوق القطع: رغم استئناف الصراع العسكري في قطاع غزة وتصاعد التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية، ظل سعر صرف الدولار في السوق الموازية مستقراً عند 89400 ل.ل. -89700 ل.ل. هذا الأسبوع. ويأتي ذلك بينما تواصل احتياطيات مصرف لبنان السائلة بالعملات الأجنبية مسلكها التصاعدي. إذ أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 30 تشرين الثاني 2023 أن الاحتياطيات السائلة بالعملات زادت بقيمة 60 مليون دولار خلال النصف الثاني من تشرين الثاني لتبلغ زهاء 9.063 مليار دولار في نهاية الشهر. عليه، تكون الاحتياطيات السائلة بالعملات قد نمت بقيمة 490 مليون دولار منذ نهاية تموز 2023، أي منذ تاريخ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. ويأتي ذلك في ظل القرارات التي اتخذتها القيادة الجديدة للسلطات النقدية بشأن عدم تمويل الدولة، خصوصاً بالعملات الأجنبية، والحفاظ على ما تبقى من الاحتياطيات من النقد الأجنبي، ما كان قد لاقى استحساناً من قبل المراجع الدولية. كما يعزى النمو بالاحتياطيات من النقد الأجنبي إلى تدخل مصرف لبنان في السوق الموازية عبر شركات تحويل الأموال بشكل خاص شارياً للدولار.
في سوق الأسهم: عاودت بورصة بيروت صعودها هذا الأسبوع، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 2.9% أسبوعياً، وذلك في ظل الاقبال على شراء أسهم "سوليدير". في التفاصيل، قفزت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 4.3% إلى 69.90 دولار. وزادت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 4.1% إلى 70.35 دولار. وظلت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" مستقرة عند 0.70 دولار، بينما انخفضت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 5.7% إلى 57.60 دولار. وفي ما يخص أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية من 1.8 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 11.0 مليون دولار هذا الأسبوع، أي بنحو 6 أضعاف، علماً أن أسهم "سوليدير" استحوذت تقريباً على مجمل النشاط.
سوق سندات اليوروبوندز: ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها التاريخية هذا الأسبوع، حيث بلغت 5.875 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 5.500 -5.625 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. ويأتي ذلك في ظل الفراغ المؤسساتي غير المسبوق الذي يرزح تحته لبنان وغياب الإرادة السياسية لتطبيق الإصلاحات الملحة ما أبقى التوقعات بنسب الاسترداد ضئيلة جداً. عليه، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية قد سجلت زيادات طفيفة في الأسعار تراوحت بين 0.13 نقطة و0.25 نقطة منذ بداية العام 2023.