النهار

كيف تستفيد من "تعدّد المهام" دون إرهاق نفسك؟
المصدر: "النهار"
كيف تستفيد من "تعدّد المهام" دون إرهاق نفسك؟
تعبيرية.
A+   A-
يُستخدم مصطلح "تعدّد المهام" لوصف قيام الشخص بأكثر من مهمة في وقت واحد، والذي غالباً يصبح إرهاقاً وعادةً غير صحيّة يجب إدارتها لتفادي تأثيرها السلبي. تبقى السيطرة على النفس والتركيز ممكنين.

كيف يعمل دماغك خلال تعدد المهام؟
في مقال، تشير "نيويورك تايمس" الى أنه عادةً ما تكون تسمية "تعدد المهام" في حد ذاتها تسمية خاطئة. وفقاً للخبراء، ليس من الممكن القيام بشيئين في وقت واحد، إلا إذا تمكنا من القيام بواحد منهما دون الكثير من التفكير.

وتقول غلوريا مارك، أستاذة المعلوماتية في جامعة كاليفورنيا، إيرفين، إنّ "حين يعتقد الناس أنهم يقومون بمهام متعدّدة، فإنهم في الواقع يحوّلون انتباههم ذهاباً وإياباً بين مهمتين منفصلتين". بالتالي
عندما تقرّر فعل أمراً ما، تتعاون مناطق مختلفة من دماغك، والتي تُعرف باسم شبكة التحكم المعرفية.
وتتضمن هذه الشبكة مناطق من دماغك تشارك في الوظيفة التنفيذية، أو القدرة على تخطيط وتنفيذ السلوك الموجه نحو الهدف، يقومون بإنشاء نموذج عقلي للوظيفة الحالية وما تحتاجه لإنجازه. في هذه الحالة يعمل الدماغ من خلال الاعتماد على المعلومات الخارجية والداخلية.

سلبيات "تعدد المهام"
يختلف الضرر المحتمل جراء "تعدد المهام" اعتماداً على النشاط ومدى المهارة. لكن بشكل عام، عندما ننتقل بين المهام، سنكون أبطأ وأقل دقة مما كنا سنكون عليه لو بقينا في مهمة واحدة.

السرعة والدقة ليستا المخاطر الوحيدة، اذ يُعد "تعدد المهام" أكثر تطلباً من الناحية الإدراكية، حتى عندما نقوم بأشياء نجدها ممتعة أو سهلة.

وأوضحت الطبيبة النفسية المتخصصة في العلاج من الاحتراق الوظيفي، نيكول بايرز، أنه عندما نقوم بمهام متعددة، يمكننا أن نرهق ذاكرتنا العاملة، أو قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات والتعامل معها في أذهاننا. وقالت: "كلما زاد تحميلنا على هذا النظام وحاولنا الاحتفاظ به في أدمغتنا في وقت واحد، زاد الإرهاق العقلي الذي يمكن أن يؤدي إليه". وقد وجدت دراسات أخرى أن تعدد المهام يمكن أن يجعل نبضات القلب تتسارع، ويرفع ضغط الدم، ويثير القلق، ويضعف مزاجنا، ويؤثر سلباً على إدراكنا للعمل الذي نقوم به.

كيفية التركيز على شيء واحد
لكي تسيطر على تركيزك، تبدأ بمراقبة نفسك طوال اليوم وملاحظة متى وكيف تقوم بتبديل المهام دون أن تدرك ذلك. ومن هنا، ستحتاج إلى التدرب على القيام بمهمة واحدة، أو القيام بشيء واحد في كل مرة، لإعادة تدريب تركيزك تدريجياً وبناء قدرتك على التحمل.

يمكنك القيام بمهمة واحدة لمدة خمس دقائق، من ثمّ 10 دقائق.
وفي السياق، تؤكد بايرز أنّه عندما يتعلق الأمر بأدمغتنا، فإن البطء والثبات يمثّلان دائمًا استراتيجية جيّدة.

متى يجب تعدّد المهام؟
من المحتمل أن تتضمن حياتك مستوى معيّناً من تبديل المهام، ولكن هناك طرقاً لتكون أكثر فعالية.

من هنا، عليك الإلتزام بنقاط قوتك، فبعض الأنشطة تجهد أنظمتنا وتستنزف قوة دماغنا أكثر أو أقل من غيرها. لذا، إذا كانت المهمة مرهقة أو تتطلب الكثير من الجهد العقلي عند القيام بها بمفردك، فمن الأفضل ألا تقوم بمهام متعددة. عليك أيضاً أنّ تبحث عن نقاط التوقف، متى وكيف نقوم بتبديل المهام أمر مهم. بدلاً من التركيز على نقطة تشتيت الانتباه، توقف حين يتعدّد عملك، وتعلّم أنه من السهل استئنافه مرة أخرى من دون الحاجة إلى القيام بالمزيد من العمل.


اقرأ في النهار Premium