واجهت الشركة العملاقة لصناعة الطائرات Boeing عدداً من المشاكل في الفترة الأخيرة، بعد حادثين بارزين، وتحقيقات متعدّدة في معايير السلامة المتساهلة، وتعدّد حوادث الهبوط الاضطراري، والإطارات والأبواب المنفصلة. وقد بدأت الشركة تعاني من أزمة منذ عام 2018 مع طراز طائرة 737 ماكس.
رئيس جمعية الطيارين الخاصين في لبنان، الكابتن مازن سماك، في حديثه لـ"النهار"، يشرح أنّه منذ ذلك العام، نرى سلسلة أحداث تتكرر ولم تتوقف حتى اليوم، والمشكلة مع شركة بوينغ أنّ كل شركة طيران تعاني من أعطال أو بعض الهفوات، "لكن الغريب أنّ شركة مثل شركة بوينغ، أكبر مصنِّع للطائرات في العالم، لم تستطع حتى اليوم إيقاف تسلسل هذا الانحدار".
وهناك أسباب عديدة لهذا الانحدار يوضحها سماك بالتالي:
- اعتراف رئيس مجلس إدارة بوينغ ديفيد كالهون، بخلل في في التصنيع والتركيب عندما وقعت حادثة طيران باب الطائرة في الجو.
- عندما أجرت واحدة من السلطات الرقابية تدقيقاً على طائرات بوينغ، اكتشفت أنّ الشركة فشلت في 33 تدقيقاً من أصل 89، ونسبة هذا الفشل لشركة ضخمة مثل بوينغ هي مؤشر خطير. وبعد التدقيق، تبيّن أنّ الخلل يتعلق بسلامة الجودة، وتكشّفت نقاط خلل مختلفة في الحوادث التي جرت.
ويعطي سماك مثالاً أنه بعد التدقيق في حادثة طيران باب الطائرة هذا، اكتشفوا أنّ هناك خللاً في الطائرة قد يؤدي إلى حوادث أخرى. فمثلاً، الجنيحات الموجودة على جناح الطائرة، يستخدمها الطيار للتحكّم كتخفيف سرعة الطائرة أو دورانها عبر التحكم بمجرى الهواء فيها. وكانت هذه الجنيحات تفتح وحدها في الجوّ خلال الرحلات، إلى أن جرى التدقيق. وهذا الأمر قد يتسبّب بانحناء مفاجئ، ما قد يفقد الطائرة القدرة على الارتفاع وعلى التحليق في الجوّ، وبالتالي التسبّب بكارثة.
- فيما التدقيق في هذه المشكلة يكلّف 85 دولاراً، وتصليحها يكلف 415 دولاراً، لم تدفع الشركة هذا المبلغ البسيط جداً لتفادي الكوارث.
- كان مدير الجودة في بوينغ جون بارنيت منذ عام 2017 قد أفصح عن أن هناك أموراً غير آمنة في بوينغ خلال استماع الى شهادته في قضية ضد الشركة، وقد توفي بعدها بقليل في ظروف غامضة.
- رئيس مجلس إدارة شركة بوينغ يتمتع بخلفية محاسبية، أي إنه يسعى دائماً إلى التوفير في النفقات، وضغط كثيراً على مهندسي تجميع الطائرات، بعدما شهد قطاع الطيران والطائرات الكبيرة فورة وانهمرت طلبات الشراء عليها، إبّان تراجع سوقها بسبب كورونا. وما بين تسليم الطلبات السريع، وسياسة التوفير، تراجع مستوى العمل والتجميع، وهذا ما كان ينبّه إليه مدير الجودة الذي انتحر.
- مركَّبات الطائرة أصبحت أخفّ وزناً، وكان مهندسو التجميع بحاجة إلى مزيد من الوقت ليتدرّبوا عليها، لكنّهم وقعوا تحت خطأ سرعة التسليم.
ويجزم سماك بأنّه لا يمكن اعتبار أنّ طائرات بوينغ غير آمنة أو غير صالحة للسفر، فأسطول شركات الطيران الكبرى مثل الإماراتية والقطرية، يستخدم طائرات بوينغ وإيرباص، ويطير فيها مسافات طويلة، لكنّ بوينغ تعاني في المدة الأخيرة من مشكلة إدارة الجودة وعليها إجراء إعادة تقييم شاملة لكل طريقة إنتاجها.
وفيما تخضع الطائرات للتجربة بعد التصنيع، هل نجحت طائرات بوينغ في هذه الاختبارات؟ يجيب سماك أنّه عادة بعد التصنيع، تخضع الطائرة لما يُسمّى الـstress test، وهو اختبار قاسٍ تخضع فيه الطائرة لظروف لا يمكن أن تعيشها في الجوّ في الواقع، للتأكد من سلامتها. لذلك، فإنّ الخلل المؤكَّد أنّ الطائرات هذه لم تخضع لتدقيق جودة مناسب.
والجهات الموكَلة مراقبة جودة الطائرة، هي بنسبة 80 في المئة من داخل الشركة المصنِّعة، وبنسبة 20 في المئة من السلطات المحلية.
كيف نعرف نوع الطائرة التي سنستقلّها قبل السفر؟
دفعت هذه الأخبار المقلقة الكثيرين إلى التساؤل عن كيفية معرفة نوع الطائرة التي سيستقلّونها قبل السفر.
في هذا الإطار، أشار موقع "The Points Guy"، وهو موقع مخصّص للسفر والصّفقات، إلى أن كلّ شركات الطيران تقريباً تذكر نوع الطائرة عند الحجز.
فعند تصفّح الموقع الإلكتروني لشركة طيران معيّنة، يكفي النقر على "تفاصيل" رحلة الطيران المحتملة قبل الحجز لتظهر جميع تفاصيل نوع الطائرة.
ويظهر أيضاً نوع الطائرة على خدمات تجميع رحلات الطيران، مثل Google Flights أو Kayak، إذ يعرض Kayak نوع الطائرة عند النقر على رحلة الطيران، بينما يعرضها Google عند النقر على السّهم إلى الأسفل للكشف عن المزيد من التفاصيل. وفي كلتا الحالتين، من السهل جداً العثور على هذه المعلومة.
موقع Kayak
موقع Google Flights
فإن كنت حجزت رحلتك بالفعل، أو تريد التأكّد من عدم تغيير طائرتك إلى نوع لا ترغب به، نظراً لأن تبديل الطائرات يحدث كثيراً، يُمكنك البحث عن رحلتك على موقع شركة الطيران، فسيخبرك بالطائرة المتوقّعة.
كذلك يمكنك إدخال معلومات رحلتك على موقع FlightRadar24، وهو موقع إلكتروني يتتبع كل رحلة طيران مباشرةً. وفي الأيام القليلة التي تسبق رحلتك، سيُدرج الموقع نوع الطائرة التي ستستقلّها بالضبط.