الجمعة - 13 أيلول 2024
close menu

إعلان

الاختلاف في مصادر التبرعات لحملتي هاريس وترامب يعكس مستقبل السياسات الاقتصادية في أميركا

المصدر: النهار
باولا عطية
هاريس وترامب
هاريس وترامب
A+ A-
مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الذي سيحسم هوية رئيس البيت الأبيض الجديد، تسيطر حملات التبرّع على المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تم جمع 1.09 مليار دولار من قبل جميع المرشحين وفق لجنة الانتخابات الفدرالية التي تتعقب جمع التبرعات للحملات الانتخابية والإنفاق.
 
وفي المقارنة بين التبرعات التي جمعتها حملة دونالد ترامب وحملة كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية الحالية، نجد فروقات ملحوظة في مصادر التمويل وطبيعة المتبرعين. فحملة ترامب تعتمد بشكل أساسي على الدعم المالي من رجال الأعمال والشركات الأميركية التقليدية، بينما حملة هاريس تعتمد على دعم الشركات التقنية العابرة للقارات. أما الفارق في مصادر التبرعات فيعكس الاختلاف في السياسات الاقتصادية، حيث يدعم ترامب الشركات الوطنية وحماية الصناعات المحلية، بينما تدعم هاريس الشركات التي تؤمن بالانفتاح الاقتصادي.

تبرعات حملة دونالد ترامب
 
جمعت حملة ترامب حتى الآن أكثر من 800 مليون دولار، حيث اعتمدت بشكل كبير على دعم الشركات الأميركية التي تفضل السياسات الحمائية وتتفاعل مع شعار حملته الانتخابية بعنوان "أميركا أولاً". وإذا غصنا في هوية المتبرعين لحملة ترامب سنجد أن الأخير يعتمد بشكل كبير على تبرعات كبار رجال الأعمال الأميركيين، خاصة أولئك الذين يمتلكون مصالح في الداخل الأميركي، مثل شركات النفط، العقارات، ومواد البناء.
 
ومن أبرز المتبرعين نذكر:
 
1. تيموثي ميلون: وهو وريث ثروة أميركية يعود تاريخها إلى أكثر من قرن من الزمان، وحقق المزيد من المال في صناعة السكك الحديدية، وتبرع بأكثر من 75 مليون دولار.
 
2. ليندا ماكماهون: أسست ماكماهون وزوجها فينس شركة "عالم المصارعة الترفيهية" (World Wrestling Entertainment/WWE) لتصبح عملاقا ترفيهيا قيمته مليارات الدولارات. وأسهمت بأكثر من 15 مليون دولار في لجان العمل السياسي التابعة لترامب.
 
وفي عام 2007 ظهر ارتباط ترامب باتحاد المصارعة العالمية الترفيهية (دبليو دبليو إي)، إذ دخل في عداوة المال والأعمال مع رئيس المؤسسة فينس مكمان.
ووصلت هذه العداوة حدّ ضرب ترامب لمكمان خارج الحلبة ثم مشاركته في حلق شعره، بعدما هُزِم المصارع الذي راهن عليه الرئيس الأميركي أمام خصمه الذي راهن عليه مكمان، في ما سمي بعد ذلك بـ"معركة المليونيرات".
 
3. ديان هندريكس: احتفلت هندريكس مؤخرا بلقب أغنى امرأة عصامية في أميركا، وتملك هندريكس شركة لمواد البناء "إيه بي سي سبلاي" (ABC Supply) والتي تصل إيراداتها السنوية إلى 20 مليار دولار. وساهمت هندريكس بأكثر من 6 ملايين دولار، تبرعات لحملة ترامب، باعتفقادها أنّ التوجهات الاقتصادية للأخير تحمي الصناعات الأميركية.
 
4. ميريام أديلسون: إسرائيلية أميركية، طبيبة وأرملة قطب الكازينوهات والمانح الجمهوري الكبير شيلدون أديلسون، وهي من مواليد إسرائيل، وتمتلك الآن حصة أغلبية في إمبراطورية (كازينو لاس فيغاس ساندز) وفريق (دالاس مافريكس) لكرة السلة.
 
وتبرع آل أديلسون بـ220 مليون دولار لقضايا الحزب الجمهوري في عام 2020، وتواصل ميريام التبرع بمبالغ كبيرة في أعقاب وفاة زوجها عام 2021، وقد أنفقت أكثر من 20 مليون دولار في هذه الدورة، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أشار إلى أن أديلسون تخطط لإنفاق أكثر من 90 مليون دولار لدعم ترامب، وقد تبرعت حتى الآن بـ 5.8 ملايين دولار.
 
5. كيلسي وارن: تشتهر شركة وارن المسجلة في البورصة بمشروع خط أنابيب (داكوتا أكسيس) المثير للجدل، والذي دعمه ترامب في رئاسته الأولى، وكان وارن قد تبرع بمبلغ 100 ألف دولار للمساعدة في انتخابه في عام 2016، ثم أنفق أكثر من 11 مليون دولار في حملة ترامب عام 2020. وقد أنفق ما يقرب من 6 ملايين دولار حتى الآن لدعم ترامب في هذه الحملة.


تبرعات حملة كامالا هاريس
 
جمعت حملة كامالا هاريس حتى الآن، ما يقارب 500 مليون دولار بعد انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من المعركة الانتخابية. وحصلت على دعم واسع من شركات التكنولوجيا والشركات العابرة للقارات. تعتمد هاريس بشكل كبير في حملتها على دعم شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل ألفابت (جوجل) ومايكروسوفت، بالإضافة إلى دعم من مؤسسات أكاديمية عريقة وشخصيات بارزة في الطبقة الوسطى.

ومن أبرز المتبرعين نذكر:
 
1. ريد هاستينغز: تبرع المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس (Netflix) بقيمة 7 ملايين دولار لحملة هاريس، مما يعد أكبر تبرع يقدمه هاستينغر لسياسي واحد على الإطلاق.
 
2. ريد هوفمان (لينكدإن): أيد المؤسس المشارك لموقع "لينكدن" (LinkedIn) هاريس، وتبرع هوفمان بمبلغ وصل إلى 1.7 مليون دولار، بالإضافة إلى 7 ملايين دولار إضافية تبرع بها في وقت سابق للجان العمل السياسي المؤيدة لبايدن هذا الربيع، وتحولت هذه الأموال لحملة هاريس رغم الاحتجاج القانوني لحملة ترامب.
 
3. جورج وأليكس سوروس: يدعم الملياردير الديمقراطي اليهودي جورج سوروس (93 عاما) بثروته الكبيرة كامالا هاريس، وحثّ ابنه أليكس البالغ من العمر 38 عاما، والذي عهد إليه بإدارة مؤسسته الخيرية التي تبلغ قيمتها 25 مليار دولار، على الالتفاف حول كامالا هاريس.
 
4. ميليندا فرينش غيتس: أعلنت الزوجة السابقة لبيل غيتس تأييدها لهاريس وقالت لشبكة (سي بي إس مورنينغس) أنها أسهمت في حملتها، واعترفت بأنها المرة الأولى التي تدعم فيها مرشحا علنا.
 
وتداولت منشورات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تبرعت بمبلغ 52 مليون دولار للحملة الرئاسية لهاريس لعام 2024، لكن لم تؤكد ميلندا غيتس أو أي مصدر مستقل هذه الأنباء وفق ما ذكرت منصة (ياهو نيوز).
 
وبناء على ما سبق، يتبيّن لنا أنّ تبرعات حملة ترامب تركز بشكل كبير على المليارديرات والشركات الكبرى المحلية، بينما تحصل حملة هاريس على دعم واسع من شركات التكنولوجيا والقطاع الأكاديمي، مما يعكس الاختلاف الجوهري في استراتيجيات التمويل والقاعدة الانتخابية لكل مرشح، ويوضح أكثر القوانين التي سيتمّ اقرارها والتوجه الاقتصادي الذي ستسلكه أميركا في حال وصول هاريس أم ترامب.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم