النهار

التقرير الأسبوعي لبنك عوده: النقد المتداول بالليرة يشكل 6% من احتياطيات المركزي السائلة بالعملات
المصدر: "النهار"
التقرير الأسبوعي لبنك عوده: النقد المتداول بالليرة يشكل 6% من احتياطيات المركزي السائلة بالعملات
بنك عوده.
A+   A-
أشار بنك "عوده" في التقرير الأسبوعي، إلى أنّه "مع استئناف مفاوضات الهدنة في القاهرة، وفي ظل ازدياد خطر التصعيد في المنطقة، وعلى الرغم من المضاعفات السلبية للصراع على الاقتصاد اللبناني وعلى القطاع السياحي الذي خسر مداخيل بمليارات الدولارات خلال الصيف الحالي، ورغم توقعات "ستاندرد أند بورز" بأن يبقى النمو الاقتصادي في السالب هذا العام (-1.2%)، وفي ظل الفائض الذي سجّله ميزان المدفوعات في النصف الأول من العام 2024، شهدت الأسواق المالية اللبنانية مراوحة في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، بينما واصلت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي، وأقفلت أسعار سندات اليوروبوندز عند أحد أدنى مستوياتها".
 
في التفاصيل، ظل سعر صرف الدولار في السوق الموازية يتحرك ضمن نطاق ضيق في حدود 89500 ل.ل. ويأتي ذلك في ظل شبه توازن في الحسابات المالية بينما سجّل ميزان المدفوعات فائضاً بقيمة 363 مليون دولار في النصف الأول من 2024 في إشارة إلى أن الأموال الوافدة إلى لبنان فاقت الأموال الخارجة منه، وفي حين واصلت احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي نموها لأكثر من عام لتبلغ زهاء 10.4 مليار دولار في منتصف آب 2024 (حيث شكل حجم النقد المتداول 6.4% منها). وفي ما يخص سوق الأسهم، واصل مؤشر الأسعار ارتفاعه بنسبة 5.2% بدعم من أسهم "سوليدير"، بينما تقلصت أحجام التداول بنسبة 64% أسبوعياً إلى نحو 5 مليون دولار. أخيراً، أقفلت أسعار سندات اليوروبوندز عند 6.250 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة مقابل 6.125 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، في ظل استمرار التخوف من توسع رقعة الحرب وأزمة دستورية غير مسبوقة وتقاعس السلطات عن تطبيق الإصلاحات في ظل مناخ سياسي مشرذم.

الأسواق
في سوق النقد: ارتفع معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 25% في نهاية الأسبوع السابق إلى 40% يوم الجمعة في إشارة إلى تراجع السيولة بالليرة في سوق النقد، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 8 آب 2024 أن الودائع المصرفية المقيمة واصلت تقلصها بشكل لافت بقيمة 14320 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 12983 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 145.1 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 1337 مليار ليرة وسط انخفاض في الودائع تحت الطلب بقيمة 1354 مليار ليرة وارتفاع طفيف في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 17 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً لافتاً للأسبوع الثاني على التوالي بقيمة 15146 مليار ليرة، في ظل تراجع حجم النقد المتداول بقيمة 609 مليار ليرة وانخفاض محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 217 مليار ليرة.

في سوق القطع: على الرغم من استمرار المخاوف من تحوّل مسار الصراع نحو حرب شاملة ما يمكن أن يؤثر سلباً على الوضع النقدي الداخلي بشكل عام وعلى استقرار سعر الصرف الذي دام لنحو 16 شهراً، ظلت السوق الموازية لتداول العملات تشهد هذا الأسبوع استقراراً في سعر الصرف في حدود 89500 ل.ل. للدولار الواحد. ويأتي ذلك في ظل السياسة المالية المتشدّدة المتّبعة من قبل مصرف لبنان وقرار المركزي بعدم تمويل الدولة ولا سيما بالعملات، إلى جانب شبه التوازن في الحسابات المالية، وفي ظل تسجيل ميزان المدفوعات فائضاً قيمته 363 مليون دولار خلال النصف الأول من العام 2024 في إشارة إلى أنّ الأموال الوافدة إلى لبنان تفوق الأموال الخارجة منه، ناهيك عن النمو المطرد في احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي. فقد أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 آب 2024 أنّ الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي لدى المركزي زادت بقيمة 131 مليون دولار خلال النصف الأول من الشهر لتبلغ زهاء 10388 مليون دولار في منتصف آب 2024، ما أدى إلى تراكم نمو قيمته 1815 مليون دولار منذ نهاية تموز 2023، أي تاريخ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. توازياً، تقلص حجم النقد المتداول بمقدار 890 مليار ليرة خلال النصف الأول من آب 2024 ليبلغ زهاء 59.6 ترليون ليرة في منتصف الشهر، أي ما يوازي 666 مليون دولار، وما يشكل 6.4% من احتياطيات المركزي السائلة بالعملات.

في سوق الأسهم: واصلت سوق الأسهم صعودها للأسبوع الثاني على التوالي، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 5.2% بشكل رئيسي بدعم من أسهم "سوليدير". إذ زادت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 3.8% إلى 82.00 دولار. وقفزت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 10.7% إلى 81.95 دولار. وعلى صعيد الأسهم المصرفية، قادت أسهم "بنك عوده العادية" الأسعار صعوداً، حيث ارتفعت بنسبة 9.7% إلى 1.70 دولار، تلتها إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة +3.9% إلى 1.60 دولار، فإيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة +3.6% إلى 3.45 دولار. وظلت أسعار أسهم بنك عوده التفضيلية فئة “H” و”I” مستقرة عند 74.00 دولار و21.45 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، زادت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 4.1% إلى 63.00 دولار. وفي ما يخص أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية بنسبة 64.4% أسبوعياً، من 13.6 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 4.9 مليون دولار، علماً أنّ أسهم "سوليدير" نالت 62.94% من النشاط، تلتها الأسهم المصرفية بنسبة 26.32%، فالأسهم الصناعية بنسبة 10.74% منه.

سوق سندات اليوروبوندز: أقفلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند 6.250 سنت للدولار الواحد هذا الأسبوع مقابل 6.125 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. ويأتي ذلك بينما الداخل اللبناني لا يزال يشهد اعتداءات اسرائيلية، وبينما البلاد غارقة في فراغ دستوري غبر مسبوق، وفي ظل تقاعس السلطات اللبنانية عن تطبيق الإصلاحات الملحة، واستمرار صندوق النقد الدولي بتعليق مباحثاته بشأن برنامج مع لبنان إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وكفوءة، ما يعيق أي فرصة أمام إجراء مفاوضات بناءة مع حاملي السندات. عليه، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية قد سجّلت زيادات طفيفة في الأسعار مقدارها 0.25 نقطة منذ بداية العام 2024، إلا أنّ أسعار سندات الدين الحكومية تكون قد انخفضت بمقدار 1.75 نقطة منذ اندلاع الصراع في 7 تشرين الأول 2023.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium