النهار

التقرير الأسبوعي لبنك عوده: أساسيات السوق تدعم استقرار سعر الصرف رغم المستجدات القضائية غير المسبوقة
المصدر: "النهار"
التقرير الأسبوعي لبنك عوده: أساسيات السوق تدعم استقرار سعر الصرف رغم المستجدات القضائية غير المسبوقة
بنك عوده.
A+   A-
أشار بنك "عوده" في التقرير الأسبوعي، إلى أنّه "في ظل استمرار المراوحة في المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبينما تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية اللبنانية، ومع إحالة مشروع قانون موازنة العام 2025، الذي يلحظ عودة إلى العجز وإن طفيف، إلى مجلس الوزراء ضمن الموعد الدستوري، وعلى الرغم من التطورات غير المسبوقة التي تسجّلها الساحة القضائية من ناحية توقيف حاكم مصرف لبنان السابق، ظلت الأسواق المالية اللبنانية تشهد هذا الأسبوع استقراراً في سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء، بينما سجّلت سوق سندات اليوروبوندز زيادات خجولة في الأسعار للأسبوع الثاني على التوالي، وواصلت سوق الأسهم منحاها التصاعدي".
 
في التفاصيل، بقي سعر صرف الليرة عصيّاً عن التطورات الأمنية والاقتصادية والقضائية، إذ ظل يتحرك هامشياً في محيط 89500 ل.ل. للدولار الواحد، بينما واصلت الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي لدى مصرف لبنان نموها المطرد بقيمة 1.9 مليار دولار منذ استلام القيادة الجديدة في مصرف لبنان في نهاية تموز 2023 لتبلغ زهاء 10.5 مليار دولار في نهاية آب 2024. وعلى صعيد سوق الأسهم، واصل مؤشر الأسعار ارتفاعه للأسبوع الرابع على التوالي بنسبة 1.9%، بينما تقلصت قيمة التداول الاسمية بنسبة 40% أسبوعياً لتبلغ نحو 11 مليون دولار. وفي سوق سندات اليوروبوندز، أقفلت أسعار سندات الدين الحكومية عند 6.375 سنت للدولار الواحد هذا الأسبوع مقابل 6.250-6.300 سنت للدولار الوحد في نهاية الأسبوع السابق، مع استمرار المخاطر الجيوسياسية، ووسط أزمة سياسية متمادية وتقاعس السلطات عن تطبيق الإصلاحات وتعليق المباحثات مع صندوق النقد الدولي.

الأسواق
في سوق النقد: ارتفع معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 100%-115% في نهاية الأسبوع السابق إلى 135% يوم الجمعة في إشارة إلى تراجع السيولة بالليرة في سوق النقد لأسباب تعود لسحب الضمان الاجتماعي جزءاً من ودائعه، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 22 آب 2024 أن الودائع المصرفية المقيمة سجّلت تقلصاً قيمته 3547 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض لودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 2684 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 30.0 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 863 مليار ليرة وسط تقلص في الودائع تحت الطلب بقيمة 899 مليار ليرة وارتفاع طفيف في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 37 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً قيمته 6083 مليار ليرة، في ظل تراجع حجم النقد المتداول بقيمة 1489 مليار ليرة وانخفاض محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 1047 مليار ليرة.

في سوق القطع: ظل سعر صرف الليرة مستقراً مقابل الدولار في السوق الموازية على الرغم من المخاطر الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والمخاوف من اندلاع حرب شاملة، ما يمكن إن حصل أن يترك تداعيات سلبية على الوضع النقدي عموماً وسعر صرف الليرة مقابل الدولار خصوصاً، ناهيك عن التطورات التي تشهدها الساحة القضائية في ما يتعلق بتوقيف حاكم مصرف لبنان السابق. فقد ظل سعر صرف الليرة يتحرك هامشياً في محيط 89500 للدولار الواحد في السوق الموازية خلال هذا الأسبوع، بينما واصلت احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي منحاها التصاعدي. إذ أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 31 آب 2024 أن الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي لدى المركزي زادت بقيمة 128 مليون دولار خلال النصف الثاني من الشهر لتبلغ زهاء 10516 مليون دولار في نهاية آب 2024، ما أدى إلى تراكم نمو قيمته 1943 مليون دولار منذ نهاية تموز 2023، أي تاريخ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. ويأتي ذلك في ظل سياسة المصرف المركزي بالتوقف عن تمويل الدولة بالعملات وإعادة تكوين احتياطياته من النقد الأجنبي وضبط حجم النقد المتداول، إلى جانب تدخل المركزي في السوق الموازية عبر شركات تحويل الأموال بشكل خاص شارياً للدولار. في هذا السياق، تقلص حجم النقد المتداول بمقدار 2439 مليار ليرة خلال النصف الثاني من آب 2024 ليبلغ زهاء 57.2 ترليون ليرة في نهاية الشهر، أي ما يوازي 639 مليون دولار، وما يشكل 6.1% من احتياطيات المركزي السائلة بالعملات.

في سوق الأسهم: واصلت سوق الأسهم صعودها للأسبوع الرابع على التوالي، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 1.9%. في التفاصيل، زادت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 3.8% أسبوعياً لتبلغ 88.20 دولار، بنما تراجعت قليلاً أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 0.2% إلى 84.00 دولار. وعلى صعيد الأسهم المصرفية، ارتفعت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 3.4% إلى 3.00 دولار. في المقابل، انخفضت أسعار إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 4.3% إلى 3.30 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، ظل سعر "هولسيم لبنان" مستقراً عند 63.00 دولار. وفي ما يخص أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية بنحو 40.1% أسبوعياً، من 18.3 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 10.9 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أنّ أسهم "سوليدير" استحوذت على 98.1% من النشاط، بينما نالت الأسهم المصرفية 1.9% منه. على المستوى التراكمي، زادت أحجام التداول في بورصة بيروت بنسبة 27.2% سنوياً خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024 لتبلغ زهاء 343 مليون دولار، في حين ارتفعت القيمة الترسملية بنسبة 2.8% بين آب 2023 وآب 2024. عليه، بلغ معدل دوران الأسهم، المحتسب على أساس قيمة التداول السنوي إلى الرسملة السوقية، نسبة قدرها 2.7% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024، مقابل معدل دوران نسبته 2.2% في الفترة نفسها من العام 2023.

سوق سندات اليوروبوندز: بقيت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أحد أدنى مستوياتها هذا الأسبوع، حيث أقفلت عند 6.375 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة مقابل 6.250-6.300 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. ويأتي ذلك في ظل استمرار الصراع في قطاع غزة وعدم التوصل لصيغة لوقف إطلاق النار، واستمرار التوتر الأمني على الحدود الجنوبية اللبنانية، بينما البلاد غارقة في فراغ دستوري متمادٍ وفي ظل تقاعس السلطات اللبنانية عن تطبيق الإصلاحات الملحة، وتعليق صندوق النقد الدولي المفاوضات بشأن برنامج مع لبنان إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات. عليه، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية قد سجّلت زيادات طفيفة في الأسعار مقدارها 0.38 نقطة منذ بداية العام 2024، علماً أنّ أسعار سندات الدين الحكومية تكون قد انخفضت بمقدار 1.75 نقطة منذ اندلاع الصراع في 7 تشرين الأول 2023.

الكلمات الدالة
إعلان

اقرأ في النهار Premium