النهار

مع دخول الحرب في غزة شهرها الثاني عشر دون علامات للتهدئة، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية اللبنانية، بينما أبقى القضاء اللبناني حاكم مصرف لبنان السابق موقوفاً بعد استجوابه، ورغم التخوّف من أن تتخذ مجموعة العمل المالي (FATF) قراراً بإدراج لبنان على اللائحة الرمادية الخريف المقبل، ظلّ مناخ من المراوحة يخيّم على السوق الموازية لتداول العملات، بينما واصلت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي، وبقيت أسعار سندات اليوروبوندز عند أحد أدنى مستوياتها التاريخية، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ظل سعر صرف الدولار في السوق الموازية يتحرك هامشياً في محيط 89500 ل.ل. للدولار الواحد وسط اقتصاد مدولر إلى حدّ كبير، وفي ظل سياسية مصرف لبنان بعدم تمويل الدولة بالعملات وإعادة تكوين احتياطياته السائلة من النقد الأجنبي والتي وصلت إلى 10516 مليون دولار في نهاية آب 2024 مقابل 8573 مليون دولار في نهاية تموز 2023، أي تاريخ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. وعلى صعيد سوق الأسهم، واصل مؤشر الأسعار ارتفاعه بنسبة 2.4% للأسبوع الخامس على التوالي، وزادت أحجام التداول بنسبة 4% أسبوعياً لتبلغ زهاء 11.4 مليون دولار (باستثناء عمليات خارج الردهة). وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، ظلت أسعار سندات الدين الحكومية مستقرة عند 6.375 سنت للدولار الواحد، في ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية، وغياب الإرادة السياسية لتطبيق الإصلاحات الملحة، واستمرار تعليق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ما أبقى التوقعات بنسب الاسترداد ضئيلة جداً.

الأسواق

في سوق النقد: انخفض معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 135% في نهاية الأسبوع السابق إلى 50%-70% يوم الجمعة في إشارة إلى عودة السيولة بالليرة اللبنانية بشكل نسبي إلى سوق النقد، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 29 آب 2024 أن الودائع المصرفية المقيمة سجّلت تقلصاً قيمته 3375 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 2851 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 31.9 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 524 مليار ليرة وسط تقلص في الودائع تحت الطلب بقيمة 843 مليار ليرة وارتفاع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 319 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً قيمته 6305 مليار ليرة، في ظل تراجع حجم النقد المتداول بقيمة 365 مليار ليرة وانخفاض محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 2565 مليار ليرة.

في سوق القطع: لا تزال السوق الموازية لتداول العملات تشهد استقراراً في سعر صرف الدولار في حدود 89500 ل.ل.، في ظل سياسة مصرف لبنان بعدم تمويل الدولة بالعملات الأجنبية والليرة اللبنانية، ومساعيه لضبط حجم النقد المتداول، بينما سجّل ميزان المدفوعات فائضاً قيمته 363 مليون دولار خلال النصف الأول من العام في إشارة إلى أنّ الأموال الوافدة إلى لبنان تفوق الأموال الخارجة منه بعض الشيء. توازياً، واصلت الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي لدى مصرف لبنان نموها. إذ أظهرت إحصاءات مصرف لبنان أنّ الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي لدى المركزي زادت بقيمة 1195 مليون دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024، يضاف إليها زيادة قيمتها 748 مليون دولار منذ نهاية تموز 2023 حتى نهاية كانون الأول 2023، ما أدى إلى تراكم زيادات في الاحتياطيات مقدارها 1943 مليون دولار منذ تاريخ تولي القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. ويأتي ذلك في ظل سياسة مصرف لبنان بإعادة تكوين احتياطياته من النقد الأجنبي، إلى جانب تدخل المركزي في السوق الموازية عبر شركات تحويل الأموال بشكل خاص شارياً للدولار.

في سوق الأسهم: واصلت سوق الأسهم منحى التصاعدي للأسبوع الخامس على التوالي، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 2.4%، بشكل رئيسي بدعم من أسهم "سوليدير". فمن أصل 7 أسهم تم تداولها، ارتفعت أسعار 5 أسهم، بينما تراجعت أسعار سهمين. في التفاصيل، قفزت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 7.1% إلى 89.95 دولار. وزادت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 1.8% أسبوعياً لتبلغ 89.75 دولار. وعلى صعيد الأسهم المصرفية، قفزت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 6.1% إلى 3.50 دولار. وارتفعت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 0.7% إلى 3.02 دولار. وزادت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 3.2% إلى 0.65 دولار. في المقابل، تراجعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 0.6% إلى 1.70 دولار. وانخفضت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 1.3% إلى 1.58 دولار. وفي ما يخص أحجام التداول، ارتفعت قيمة التداول الاسمية بنحو 3.9% أسبوعياً، من 10.9 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 11.4 مليون دولار هذا الأسبوع (باستثناء عمليات خارج الردهة على أسهم "سوليدير أ" بقيمة 2.5 مليون دولار)، علماً أنّ أسهم "سوليدير" استحوذت على 98.05% من النشاط، بينما نالت الأسهم المصرفية الحصة الباقية البالغة 1.95%.

سوق سندات اليوروبوندز: في ظل استمرار الصراع في قطاع غزة، وفي ظل استمرار التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية وارتفاع المخاطر الجيوسياسية، وفي ظل غياب الإرادة السياسية لتطبيق الإصلاحات الملحة، بينما البلاد غارقة في فراغ دستوري متماد، وفي ظل تعليق صندوق النقد الدولي المفاوضات بشأن برنامج مع لبنان إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، بقيت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أحد أدنى مستوياتها التاريخية إذ استقرت عند 6.375 سنت للدولار الواحد في نهاية هذا الأسبوع، علماً أنها كانت قد بلغت 7.875 سنتاً للدولار الواحد عشية اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 تشرين الأول 2023، بينما كانت عند 75 سنتاً للدولار الواحد في المتوسط عشية اندلاع الأزمة في 17 تشرين الأول 2019.