ليليان شعيتو تلمس يد ابنها للمرة الأولى منذ عامَين.
لم يكن مشهداً تمثيلياً ولا كان مقطعاً مصوراً حول حق الأمّ في حضانة ابنها. كان لقاء عقب وساطات عدّة وحملات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إثر مشهد الدمية الزرقاء التي مرّرت أناملها المتعبة عليها.
لقاء جمع أمّ بابنها أمام عدسة كاميرا وعدد من أفراد العائلة بعد فراق عامين.
سنتان من الألم والمعاناة والخوف عاشتها بلهفة الخائف من أن يكبر وحيدها بعيداً عنّها.
للمرة الأولى، تمكّنت ليليان شعيتو، ابنة الـ30 عاماً، والتي أُصيبت في رأسها في انفجار مرفأ بيروت، اليوم، من احتضان ابنها من على سرير المستشفى، بعد مرور سنتين على الكارثة، حُرِمت خلالهما من رؤيته، بالرغم من قرار المحكمة الجعفرية الذي سمح لأهلها برؤيته 4 ساعات في اليوم.
نعم كان اللّقاء قصيراً، وغير كاف لبوح عينيهما بما توفّر من دمع وأفكار، إلّا أن صمت ليليان كان أبلغ هذه المرة حين اكتفت بقول "ماما".
ولعلّ علي الذي لا يُحسد على فظاعة الموقف، خاف أن يصارح جدّه الذي وصف اللّقاء بـ"التاريخي" بالأسئلة التي تراوده، ورأى في وجه أمّه ليليان ملامح تخيّلها، لا يعرفها، لكنّه شعر بها، وخدوشاً حفرها عصف انفجار كارثي، ما لمسها يوماً لكنّها آلمته، وأسى طويلاً في انتظارها دفعه بالتلويح لها متردّداً لحظة مغادرته غرفة المستشفى "باي ماما".
نعم كان في قلبي علي وليليان الكثير من الكلام وأحاديث لا تنتهي، لا هو امتلك بلاغة التعبير عنّها، ولا هي كانت قادرة على ترتيب المفردات والإفصاح، ولكن المؤكد أنّ علي سيكبر يوماً ويكتب عن أمّه ليليان مرّات ومرّات ومرّات. سيكتب ويحكي. وصورة اليوم أبلغ الكلام في علم العاطفة والمظلومية والعدالة المعلقة!