النهار

"عيد المقاومة والتحرير" هو المناورة
المصدر: "النهار"
"عيد المقاومة والتحرير" هو المناورة
مناورة "حزب الله".
A+   A-
غسان صليبي
 
لو لم تكن المناورة العسكرية التي نظمها "حزب الله" قبل ثلاثة أيام فقط من عيد "المقاومة والتحرير"، لما كان هذا التناقض فاقعاً الى هذا الحد.
 
فالاحتفال بـ"عيد المقاومة والتحرير" يعني أن التحرير قد أُنجز، فيما المناورة العسكرية تعني أنه لم يُنجز بعد.
 
كان يمكن للمسألة ان تبدو بسيطة لو أن "المناورة" ركّزت في خطابها على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كجزء صغير من التحرير الذي لم يُنجز بعد، لكن خطاب "المناورة" ركّز على "تحرير القدس" و"العبور" و"اسرائيل الى زوال".
 
كان يمكن لهذا الخطاب أيضاً أن يكون ذا مصداقية، لو لم يجرِ ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل بدفع قوي من "الثنائي الشيعي" وحليفه العوني، على حساب جزء كبير من الثروة المائية.
 
لاحظوا معي ما يهم نصرالله، من خلال المقارنات التي أجراها في خطابه بالأمس، بمناسبة "عيد المقاومة والتحرير:
 
- "فقدان القيادات المؤثرة في كيان العدو في مقابل الثقة العارمة بمحور المقاومة وقادته،
- الانقسام الداخلي الذي تشهده اسرائيل اليوم يقابله تماسك وثبات في محور المقاومة،
- تآكل قوة الردع الاسرائيلية مقابل تنامي قوة الردع لدى المقاومة".
 
لا يتكلم نصرالله عن لبنان في مقارناته، أي عن البلد المحرر، فأي معنى لـ"عيد المقاومة والتحرير" دون الالتفات إلى وضعه؟
وضع المقاومة فقط، هو ما يعني نصرالله، في وحدتها وقوة ردعها وثقة جمهورها بها.
أما تفتيت الشعب اللبناني وقهره وهجرته، وفقدان لبنان لأي مناعة اجتماعية واقتصادية ووطنية، وانعدام ثقة معظم شعبه بسلطته ومقاومته على حد سواء، فهذا ما لا يعيره نصرالله اي اهتمام.
 
تعني كلمة "المناورة" بحسب القاموس، "عملاً محسوباً لإحباط خصم أو اكتساب ميزة بطريقة غير مباشرة أو مخادعة".
 
الظرف الذي يُحتفل فيه بـ"عيد المقاومة والتحرير"، والمعنى الذي يعطيه إياه "حزب الله"، يجعل من هذا العيد في الواقع المعاش، "عملاً محسوباً لإحباط الشعب اللبناني واكتساب "حزب الله" ميزة عليه، بطريقة مباشرة أو مخادعة."
 
عيد "المقاومة والتحرير"، أصبح عيد المقاومة فقط لا غير، وعلى حساب لبنان ومعنى التحرير.

اقرأ في النهار Premium