شبلي ملاط
يستدعي اندلاع العنف الجماعي الأخير في غزة قراءة جذرياً جديدة.
المذابح في غزة وحولها هي أحدث حلقة من حرب أهلية متواصلة.
هذه الحرب يمكن، بل يجب وقفُها بفلسفة ناشطة للاعنف.
يجعل تداخل إسرائيل اليهودية وفلسطين العربية الغير يهودية من حرب غزة أحدث حلقة من حلقات الحرب الأهلية متواصلة منذ اكثر من مئة عام . ضروريةٌ الحاجة إلى اللاعنف لايقافها.
يقوم العمل اللاعنفي على رفض قهر النظام السياسي الإسرائيلي للفلسطينيين بوسائل سلمية حصراً، ولا بدّ من نقاش واسع شعبياً وعند أهل الاختصاص حول تطويرها ابداعياً وبرمجتها.
قتل "حماس" المدنيين في المستوطنات اليهودية بالقرب من غزة في 7 أكتوبر كان خطأ أخلاقياً. كما يخطئ أخلاقيا انتقام الحكومة الإسرائيلية من غزة ما قبل ومذذاك الحين. وفي كلتا الحالتين، يشكّل العنف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في القانون الدولي.
اللاعنف يأمر بالوقف الكامل للعنف على الفور، يتبعه عن كثب إطلاق سراح المدنيين المختطفين في غزة، وعملية تبادل شاملة لأسرى الحرب من قبل الطرفين. يجب ألا يترك سجين سياسي فلسطيني واحد في إسرائيل، ولا جندي إسرائيلي واحد في السجن في غزة.
هذه عملية تستغرق وقتاً، إنما يمكن إجراء الإخلاءات الأولى في غضون أسبوع من التوصل الى تفاهم مباشر أو غير مباشر من الطرفين.
هذا الالتزام باللاعنف يوقف أيضاً الخطر المتزايد للحرب بين لبنان وإسرائيل ويمنع أعمال العنف المأساوية المحتّمة في جميع أنحاء العالم متى استمرّ النزاع متّقداً.
فلسفة اللاعنف نقطة الدخول الأرقى لكسر حلقة أطول حرب أهلية في العالم. اللاعنف فلسفة عقلانية وفورية وواعدة.