لين زوفيكيان
سنجار، العراق - 3 آب 2024: كنت أخشى قدوم هذا اليوم. بعد أن خدمت قضية الشعب الإيزيدي لأكثر من تسع سنوات، جاء وقت إحياء ذكرى مرور عشر سنوات على إبادة هذا الشعب،التي ارتكبها تنظيم داعش، والتي لا تُعدّ مناسبة للاحتفال بانتصارات العدالة والمساءلة وإعادة بناء المنازل. فبعد قضاء بعض الوقت مع أصدقائنا والناجين الإيزيديين قبل بضعةأسابيع، لا أزال أشعر بحزنهم العميق وخيبة أملهم من أن العالم قد مضى قدماً. فهم إمّا عالقون في مخيمات النازحين داخلياً أويحاولون العودة إلى منازلهم المدمرة في سنجار، أو يحزمونأمتعتهم ليسافروا بعيداً عن وطنهم نظراً لعدم وجود أي أمل فيالعودة.
ماذا حقق العالم للشعب الإيزيدي خلال السنوات العشرالماضية؟ سنجار، المعروفة باسم شنگال لدى المجتمع الإيزيدي،بعيدة عن أن تكون آمنةً ومأمونة. فقد أجبرت الحملة الإبادية منقبل داعش أكثر من 360,000 شخص على النزوح في عام2014، ومع ذلك، في عام 2024، لا يزال حوالي 200,000إيزيدي من النازحين. لا تزال 2,600 امرأة وفتاة محتجزات فيالأسر دون وجود فريق بحث وإنقاذ لإنقاذهن. لا توجد خدمات تذكر في مخيمات النازحين، ولا وصول إلى الخدمات فيسنجار بالنسبة لأولئك الذين تجرؤوا على العودة.
الحاجة إلى الأمن والتمثيل السياسي
لقد أصبحت العديد من القرى التاريخية في سنجار مدناً أشباحاً، حيث يوجد ما لا يقل عن 33 مقبرة جماعية لم تفتح وتستخرج الجثث منها بعد، وفقاً للمديرية العامة للمقابر الجماعية في العراق.
على الرغم من تأخيره، فإنّ موعد إغلاق مخيمات النازحين يقترب بسرعة ويُجبر الإيزيديين على العودة إلى منطقة غير آمنة إلى درجة أن أي دبلوماسي أو مسؤول حكومي لن يحضر فعاليات إحياء ذكرى الإبادة الجماعية في موقع تذكاري للإبادة في سنجار اليوم. ومع ذلك، يُطلب منهم العودة والتعامل مع الوضع بطريقة جيّدة.
مع وجود عشرات المجموعات المسلحة في المنطقة وزيادة الجرائم بمدافع الكراهية، كيف يمكن أن يكون العيش كإيزيدي آمناً؟ كيف يمكن أن يكون العيش في سنجار آمناً؟
لقد قضى شركائي وأصدقائي في منظمة يزدا، أكبر مؤسسةإيزيدية في سنجار وحول العالم، وقتاً طويلاً في تطوير الخطط والتوصيات السياسية في سبيل إنجاح كل من الحكومة المركزيةفي العراق وحكومة إقليم كردستان معاً، في تحقيق الأمن والازدهار في سنجار، لأن سنجار السلمية تعني عراقاً سلمياً.
العدالة والمساءلة
بعد مرور عشر سنوات، لم يُحاكَم سوى تسعة أعضاء من تنظيم داعش أو زوجاتهم. إنّ الناجين الإيزيديين الذين أعرفهم وأعتز بهم مستعدون جميعاً ليوم المواجهة أمام القضاء ويطالبون بأن يحترم حقهم في الحصول على العدالة.
في باريس الشهر الماضي، تشرفت برئاسة جلسة خاصة في قصر لوكسمبورغ، مع السيناتور ناتالي غوليه وقائدة الإيزيديينوصديقتي العزيزة ناتيا نافروزوف، لمخاطبة أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي والناجين. وقالت إحدى الناجيات الرائعات، منال لقمان خلف، البالغة من العمر 27 عاماً، والتي هي عضو في شبكة الناجيات الإيزيديات (YSN) وشبكة أصوات الناجيات(SVN) من تل قصب في سنجار، في كلمتها الرئيسية: "نشعربأن قضيتنا قد تم نسيانها برغم أنها مستمرة ولم يتم تحقيقالعدالة ولم تتم محاسبة مرتكبي جرائم من عناصر داعش ومنساندهم وليس هنالك خطط مدروسة لإعادة بناء سنجار وإعمارها وعودة الحياة إلى مناطقها".
تتحمل حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان مسؤولية كبيرة في إنشاء وتمكين القنوات القانونية لتحقيق العدالة. وذلك خصوصاً لأن العراق لم يصادق على نظام روما الأساسي، لذا لا يمكن تقديم الجرائم التي ارتُكبت في سنجار إلى المحكمة الجنائيةالدولية. هناك تأخير كبير في تطوير الإطار القانوني الوطني لملاحقة أعضاء داعش بتهم الإبادة الجماعية. وحتى يأتي ذلك اليوم، فإن داعش يحقق النصر. المخاطر التي يدركها الإيزيديون بشأن احتمال حدوث إبادة جماعية مرة أخرى مرتفعة للغاية، ليس فقط لأنهم لم يسبق لهم أن كانوا في مثل هذه الحالة من الضعف ولكن لأن المجرمين الذين أسسوا داعش وما يسمّى الخلافة لا يزالون أحراراً.
-لين زوفيكيان هي مؤسِّسة مكتب زوفيكيان العام