النهار

وداعًا جورج الرّاسي الفنّان الذي أثبت نجوميّته بعيدًا عن شركات الإنتاج
المصدر: النهار - فاطمة آل عمرو -السعودية
وداعًا جورج الرّاسي
الفنّان الذي أثبت نجوميّته بعيدًا عن شركات الإنتاج
يبدو أنّ حياة الفنان جورج الراسي، منذ انطلاقته وحتى نهايته المأساوية، كانت عبارة عن محطّات مؤلمة ومحزنة
A+   A-
يبدو أنّ حياة الفنان جورج الراسي، منذ انطلاقته وحتى نهايته المأساوية، كانت عبارة عن محطّات مؤلمة ومحزنة، ونستطيع قراءة هذا الحزن من خلال الحوارات الصحافية التي أجريت معه، ولأنّ لغة العيون تتحدّث دائمًا، نستطيع أن نفهم أنّ حياته المهنية في سنواته الأخيرة أصبحت تائهة دون مساعدة، رغم امتلاكه صوتًا فريدًا، منذ انطلاقته الفعلية وحتى قبيل وفاته، ولأنّه مؤمن بصوته وفنّه لم يعتمد على شركات الإنتاج فيما بعد! وإنّما أكمل مسيرته بلا توقّف، وليس كما يفعل باقي الفنانين الذين يقفون على أطلال الماضي.
الغريب والمحزن هنا، أنّ شركات الإنتاج العربية لم توظّف موهبته الفذّة حتى في مجال التمثيل، وأصبحت تتهافت وراء قدرات لا تملك الأدوات الفنية؛ التي كان يملكها هو، ورغم ذلك كانت ابتسامته لا تفارق وجهه! ورغم الحزن الذي كان يأسره، كنّا نجده محبًّا للحياة.
لم تصل الشخصيات العامة سواء كانت لكاتب، أو إعلاميّ، ممثل أو مطرب، إلّا وقد بنى أصحابها أمامهم جسورًا طويلة ليعبروها وهم قد عانوا من الخذلان ومن ابتعاد الأصدقاء؛ ولا أقصد في كلامي هذا جورج، فبعض المحطات من حياتنا تسودها منعطفات، والناجح هو من يصمد حتى آخر لحظة ألم. وجورج الراسي، كان صامداً من أجل من أحبَّ، ابنه، فنَّه، ومن أجل الحياة.
وهنا تحضرني كلمات لأغنية (صمتي) التي يقول فيها: "صمتي دا مش استسلام، ولا خروج من الملام، صمتي دا له أسباب يوم حَ يبان للأحباب" وكأنّه يشير إلى أنّ الجميع سيتذكره، وأنت على قيد الحياة يلتزمون (الصمت) وعندما تفارق الحياة أو تختفي يفتقدونك! لأنّهم فجأة! يكتشفون طيبتك وجمال روحك، فيقولون يا ليت ويا ليت، فلطفا... ساعدوا من تحبون بكلّ شيء قبل الرحيل، لا نعلم متى سنرحل، و... وداعاً لكلّ مبدع رحل تاركًا وراءه جميل الأخلاق، والاحترام قبل جليل الأعمال.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium