الصلاة هي السلاح الفتاك لتبقى روحنا نقية طاهرة فتسكن في قلب الله، ومنها نرتوي القوة والإرادة الصلبة لنحمي حبّنا، ولنبقى على الدرب الصحيح. في خضم يومياتنا نتسابق مع الزمن لنتمَ أعمالنا بكد ونشاط، وحينما ننتهي نهرول لنأخذ قيلولة أو فترة استجمام، فنحتسي القهوة ونشرب الدخان والنارجيلة، أو نلهو ونتسلى بالورق والهواتف الذكية والسهر وأمور كثيرة، فيمضي الوقت ولا نستذكر خالقنا، ولا نحدّثه لنعبّر له عن حبّنا، أو لنشكره على عطاياه وعمّا فعلنا في مستهل نهارنا لأجل مجده. ألسنا أبناءه؟ فكيف تمرّ أيامنا ولا نتفقد أبينا الذي فدانا بدمه وخلقنا لنكون ما نحن عليه؟ أو أننا أصبحنا آلهة ونسينا ذاتنا وروحنا؟
لا يتطلب الأمر منا الكثير لنبقى في قلب الله، فليس المطلوب أن نكون نسّاكاً أو رهباناً!
لكن لنعطي دقائق معدودة من وقت الاستجمام والسّهر والاستراحة لربنا، لروحنا، ولنتأمل ما صنعناه في نهارنا، وهل سبّبنا الأذى والألم له؟
لنخاطبه قليلاً، ولننظر بأفئدتنا إليه، فنرتشف الخير لروحنا، فنشعر بحمايته ورضاه علينا، ونعلم أهمية وجودنا في هذه الدنيا. إن كل ما نفعله بهذا، ولو امتلكنا الأرض كلّها، وحصلنا على كنوزها، وغدونا من أكبر الزعماء والنافذين، فلن تساوي لحظة لقاء بربنا وبأمنا العذراء؛ ولنستذكر قول السيد المسيح: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم بأسره وخسر نفسه؟".
إن هذا العالم تافه زائل بمادياته، ولا قيمة أزلية سوى حبّنا للخالق، ولروحنا، فنكون رسلاً للخير، للمعرفة وللثقافة، فيشعّ سراج مبادئنا وكتاباتنا لأجيال وأجيال؛ فنحن أبناء الرجاء، ملح الأرض، ونور السماء...