"قال الرب: " دع الموتى يدفنون موتاهم"
العصبية المقيتة اللبنانية الهوى... تصلح لشدّ عصب الحمقى وذوي الدماء النارية المجبولة بتلك الجينات القبلية.
في كلّ استحقاق يستحضر ساستنا الجثث وتحفر قبور الذاكرة من جديد فتشتدّ الأوردة ويتدفّق الدم الأحمر الى الأدمغة، وتطلق الشتائم من الألسنة...
يعاد الى الذاكرة الشعبية فترة مقيتة من تاريخ لبنان حيث الحواجز والدم والقتل عنوانها الرئيسيّ.
يستحضر القادة ككهنة آمون أرواح جيش أنوبيس الذي يطمرونه فور الانتهاء من مهمّته في الرمال مباشرة.
لقد سئمنا العيش في الماضي وبين المقابر التي حفرناها لبعضنا بعضًا.
فلنصلي للذين دفعوا أرواحهم قرباناً عن زعمائنا الأبرار، وهم اليوم يعرّضون تضحياتهم تلك للتسويات السياسية الهجينة.
دعونا نتركهم بسلام.
دعونا نحوّل تلك الذكرى الى محطة وجدانية شخصية وليس الى محطة تجديد البيعة.
دعونا لا نكرّر التجربة التي خاضها شهداؤنا مرّة أخرى.
دعونا نخلق أملاً بالغد لنا وللأجيال القادمة.
دعونا نلتقي حول مصلحة بلدنا قبل مصلحة المحور.
دعونا نتمثّل بكبارنا حيث كان في تحالفاتهم وخصوماتهم لبنان الأولوية المطلقة.
دعونا نعيش في لبنان الرسالة وليس في لبنان المقبرة.