من المتعارف عليه أن الآلية، أي المركبة التي مضى على تصنيعها أكثر من عشرين عاماً، ولم تتوفر لها الصيانة الدورية، قد أصبح ممكناً التصريح عنها أنها ركام، وغير صالحة للاستعمال!
لكن هل من المعقول أن يحتمل بشري، من لحم وعظم ودم وجهاز عصبي البقاء على قيد الحياة عشرين عاماً دون غذاء، وكساء، وماء، ودواء؟
هل يمكنني التسليم بأن اللبنانيين، والذين يحيون في لبنان هم من طينة بشر، إذا جاعوا وقفوا وانتفضوا، وإذا بردوا اقشعروا وتحركوا، وإذا عطشوا جفوا، وإذا مرضوا تألموا وتأملوا وصرخوا؟ وهل جهازهم العصبي متواصل مع كل أعضائهم وعضلاتهم وأطرافهم؟
اللبناني ليس من طينة باقي المخلوقات البشرية، بل إن شبكات جهازه العصبي معطلة وغائبة عن الحركة والتحرك، إنما هو شبه كائن هيولي، يمكنك العبور على حطام أطلاله، كما العبور على هوام في فضاء افتراضي خاوي من أي مدلولات وجودية أو قيمية!
اللبناني مخلوق ثرثار، غارق وغاطس في تطبيق واتساب، لكنه استعاد أنفاسه وانتفض عندما اقترح وزير المواصلات الأسبق فرض غرامة مالية تافهة وهامشية على واتساب، لكن غفوته غلبت صحوته منذ تراجع الوزير عن اقتراحه، ولا يزال غافلاً منذ ذلك الحين عن كل مآسيه وويلاته!
اللبناني مخلوق مشوه، يحيا من قلة الموت على فتات تخدير طائفي مذهبي زعاماتي، على إيقاع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الحزبية، والدينية، وعلى طبول غسل الأدمغة المناطقية الملوثة لكل وسائل تعافيه وقيامته الميؤوسة!
يفتقد اللبناني الحماية الاجتماعية والغذائية والمالية والصحية والبيئية والتربوية والأمنية، ولا يحرك ساكنا، لأنه ينتظر انتخاب رئيس للجمهورية سوف يؤمن له المن والسلوى، ولا يدري أن هذا الرئيس لن يكون قادراً سوى على تحريك البنية التحتية لبيت خلاء قصر بعبدا، الفارغ لتاريخه.
اللعنة على أوباش وسوقة حثالة الطغمات السياسية المافيوزية المتحكمة التي تحاصصت قطعان لبنان، منذ عام 1943 ولا يزالون حتى تاريخه، عام 2023.