النهار

قُتلت ماغي وقُتل معها أهلها وزملاؤها وأصدقاؤها...
قتلت ماغي في بلد ضاعت فيه حقوق الإنسان وضاعت فيه المسؤولية وضاعت فيه الحقيقة وضاعت فيه العدالة،
بلد بلا رئيس، حكومة لا تجتمع ومجلس نواب لا يحاسب.
ماغي محمود، ضحية إضافية كضحايا انفجار مرفأ بيروت... قتلها الإهمال وسوء الإدارة، وقد يحول الفساد وسوء المسؤولية في حصول أهلها على حقها ومحاسبة كل من ساهم بإهماله وسوء إدارته وعدم حرصه على سلامة الطلاب بوفاتها وجرح زميلاتها.
ذنب ماغي أنها لبنانية! لا دولة تحميها وتحترمها وتؤمن لها السلامة لتكبر وتتعلم وتعيش، فقتلت.
قتلت ماغي واقتصر الحزن على مدينتها طرابلس، فالوطن غير معني بالحزن عليها، ووزير التربية الذي نحترم أخطأ في التقدير وعلى عاتقه تقع مسؤولية التحقيق، فكم من الطالبات والطلاب ينتظرهم مصير ماغي إن لم يكن هناك من يُحاسب... وكم هو عدد الأبنية المدرسية وغير المدرسية التي تفتقد للحد الأدنى من مقاييس السلامة العامة.
إن وزارة التربية معنيَّة اليوم بأن تحوِّل هذه القضية إلى قضية رأي عام بكل تداعياتها ونتائجها الكارثية، وأن لا تلين إلا بعد محاسبة كل متسبب ومهمل ومتقاعس.
إذا كان قدر ماغي أن تقتل في ربيعها السادس عشر، لكن الدفاع عن حقها وحق أهلها واجب علينا جميعاً... فكل لبناني معرَّض لأن يكون مكانهم.