لا أعلم لمَ إعصار الحنين هذا الذي هبّ في صدري مع هبوب عواصف الشتاء القارس، وما هو هذا الظمأ الكبير لرؤيتك؟ لمَ هذا الجنون المفتون بجمالك؟ أتصبر أمام لوحة لك، أنظر الى وجهك، اتأمل ملامحك ونظرات عينيك التي تبوح لي بمكنونات في أعماقك، أراقب ملياً تفاصيل يدك، أصابعك الصغيرة الفاتنة، وكالبرق تأخذني مشاعري إلى لحظات لقاء أبدي حيث كنت ألمسها بروية وأقبلها بحب طاهر كبير. أنت عبير الحياة الممزوج بنسيم منعش يلفح فؤادي ويجري في عروقي، فيوقظ في داخلي كل القيم، ويبعث أنفاس الفرح والسلام في دمي، فأغدو كأزهار الطبيعة حراً، نبيلاً، وعابقاً بالمحبة والإيمان. نعم فأنت ملاكي التي تهتف من روحها كلمات يسمعها قلبي دون أن يتكلم ثغرك فيردد كياني صدى حبي لها: أنت أنا.
اليوم في روحي زوبعة من مشاعرك تهز كياني، تمطرني بفرح غريب لم أذقه إلا هنيهات جمعتنا معاً، فأعود فتىً صغيراً مغامراً يلتقي مع أميرته الصبية الشقية المجازفة التي تهوى الحرية والحياة. أنت معي دوماً، بل أنت نبضات الحياة في قلبي، لكن في الأمس القريب واليوم تزلزلت كل حنايا روحي بنار حبك وبجمال روحك، فتنهدت الآه الجارحة التواقة إلى لقياك، أحبك.