النهار

غالباً ما يضمنُ الأساتذة المشرفون على عروض مشاريع التخرّج لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، الاعتماد على نصوصٍ عالميةٍ ليكون الظهورُ بصورةٍ لائقةٍ ومضمونةٍ لما تعلّموه، دونَ المراهنة على نصوصٍ معاصرةٍ تحكي قضايا الناس اليومية، وأن تحاكي الواقعَ السوريّ بكلّ شرائحه.
يجازف الأستاذ فايز قزق وبقيادته طلاب السنة الرابعة، في مشروع تخرجهم بعنوان "الدار"، بنص مرتجل، أعدّ لنيل درجة التخرّج، يقود هذا العرض الذي يمتدّ إلى مئة وخمس وتسعين دقيقة كلّاً من الطلاب: سارة بركة، وسام رضا، جول لباد، جيانا عيد، درويش عبد الهادي، رزان نعوف، رياض نحاس، زين العابدين مريشة، عمر بدران، غفران هواري، فوز عليا، كرم شنان، كنان كريدي، مرهف الكراد، محمد غيث الأدهمي، يارا خوري، ياسمين الجباوي، أحمد حمودة، آية أغا، آدم الشامي.
العرض بيوميه الأوّل والثاني، يفتقد إلى مدراء إنتاج ومخرجين حقيقين، يحضّرون عرض حصاد سنوات التعب والجهد المبذول من هؤلاء الطلبة، لكي يكونوا مُهيّئين لسوق العمل والتبنّي من قِبَلِ صناع الأعمال الدرامية وغيرها من الفنون، فقدرتهم على شدِّ المتفرّج على مدار ثلاث ساعات وربع السّاعة، يجب أن تستفزَّ المعنيين، و"الريتم" الذي يسيرون عليه دون خلل بالأداء بنسبة ٩٠ في المئة، كما تستحقّ أن تُقدّر كلّ قطرة عرقٍ سقطت من جبينهم.
تحكي التجربة عن دار مسنّين ومعاناتهم جرّاء إصابة بعضهم بالخرف والبعض الآخر بالانهيار، بعد أن تركهم أولادهم في دار العجزة، ومحاولة مدير الدار الاحتيال عليهم، وإنشاء عقار تجاريّ ليهدم فوقهم، ناقش العرض بعض القضايا بمنطق الكوميديا السوداء، والتطرّق إلى نصوص جريئة بعض الأحيان، يستمرّ هذا العرض على مدار ٥ أيام من تاريخ ٦/٢٥ إلى ٦/٣٠ من الشهر الجاري، على أمل أن يحظى الطلبة بفرض تبنٍّ حقيقيّ من قبل مخرجينَ وشركات إنتاج تحترم نفسها.