في كلّ مرةٍ أنظرُ فيها إلى المرآة... أرى نفسي قبيحة.
وفي كلّ مرةٍ يصوّرني من دون علمي... أشعر بالاكتئاب.
لماذا لا أحبّ شكلي في الصّور؟ هل أعاني من وسواس؟ هل بشرتي تخجل مني عندما تزداد احمرارًا؟
لماذا صورتي من كاميرا السيلفي تبدو جميلة (أي الصورة الأمامية) أمّا من الكاميرا الخلفية فلا؟
كنتُ أرى نفسي جميلة إلى أن بدأ الجيل الجديد يحتفل بإنجازات الإنستغرام والتيكتوك بالسيلفي الجديدة التي تنقّي البشرة، تحسّن معالم الوجه حتّى أنّها أحيانًا تشعر الفتاة بأنها بغنى عن مساحيق التّجميل أو حتّى إجراء العمليات، وذلك طبعًا بسبب السيلفي.
ترافقني حبّة في وجهي في كلّ مرّةٍ أقرّر فيها الذّهاب مع أصدقائي أو عائلتي إلى تناول العشاء مثلًا. ترافقني البثور في رحلتي، في فرحي حتّى في يوم زفافي لم تبخل عليّ.
أخجل الذهاب مع أصداقي لهذه الأسباب التّافهة، وأخجل أنني أخجل من هذه الأسباب.
كنتُ أرى نفسي جميلة على الطبيعة، لكنّ صور الانتسغرام الرائعة جعلتني أكره وجهي.
أمّا عن وزني الزّائد... فحدّث ولا حرج. يتنمرّون عليّ دائمًا. ولو سكتوا أرى ذلك في أعينهم.
يتمتمون أحيانًا وينعتونني بأبشع العبارات. أركض مهرولةً إلى غرفتي. أفتح هاتفي وأرى مجدّدًا محتوى التيكتوك والانتسغرام، لأكتئب من جديد.
عندما بدأتُ أحبّ نفسي
هذه، وغيرها من العبارات المُحزنة كانت تنطق بها أعزّ صديقة لديّ.
بروحها الجميلة، بطلّتها وعفوّيتها علّمتني الكثير.
حينما عرفت كيف أحبّت نفسها... الجميع أحبّها وقالت لي حينها:
"عندما بدأت أحبّ نفسي... عرفتُ اختلاف الجميع. ربّما أحاسيسي وتقلّبات مزاجي أثّرت على شكلي الخارجي.
فهمتُ أنّه من الطّبييعي إذا كنتُ مرهقةً... أن تظهر على وجهي دلالات التّعب وبالتالي ستظهر حبّة... وسأتقبّلها وأعالجها بقدر المستطاع.
غالبًا ما تقوم الفنانات بتعديل صورهنّ على الانستغرام. الفوتوشوب وعمليات التجميل وتبييض الأسنان والفيلتر... كل هذه الأساليب لا تعكس حقيقتنا.
من حقّي أن أبدو جميلة. ومن حقّي أن أبدو مُرهقة.
من حقّي ارتداء قميص أخي الفضفاض عندما أكون في دورتي الشّهرية ومن حقّي أن أربط شعري عندما أشعر بالحرّ! ومن حقّي ألا أربطه.
من حقّي أن أبدو كيفما أردتُ أن أكون لأنّ الحقيقة دائمًا هي الأجمل.
لأوّل مرة في التاريخ... ملكة جمال انكلترا من دون مكياج
لستُ مقتنعة بمعايير الجمال التي تضعها لجان التّحكيم في كلّ مرة يتم المشاركة في مسابقة جمال.
ويبدو أنّ ملكة جمال إنكلترا لعام 2022 مليسا رؤوف من رأيي. شاركت هذه الصبية العشرينية في المسابقة من دون مساحيق التجميل وظهرت على حقيقتها التي كنّا نتكلّم عنها.
ونجحت مليسا في الوصول إلى الجولة النهائية من المسابقة التي تقام منذ 94 عامًا، ووصلت إلى نصف نهائي المنافسة وهي الآن تستعد للمشاركة في الحفل النهائي في شهر تشرين الأول المقبل.
أؤيّد ما فعلته مليسا لأننا لسنا بحاجة لوضع قناع لكي يتقبّلنا الآخر.
أتقبل نفسي... أحبّ نفسي كما أنا.
سيحبّني الجميع.