النهار

عطر الحنين
أسكب في أعماق الغروب مع الشمس عطر الشوق والحنين
A+   A-
أسكب في أعماق الغروب مع الشمس عطر الشوق والحنين، أتأمل بهدوء كيف يذوب بنارها في الأفق البعيد رويداً رويداً، ووجهك مبتسماً مرسوماً بريشة شعاعها ما بين المدى والغيوم، ثم يتدلى منديلك بألوانه الساحرة على خدود البحر.
أنت يا ملاك الروح تقطنين في كل مكان جميل فاتن طاهر، في كل مقام لا تصله أيادي البشر وأفكارهم، هناك قرب السماء أنت وفي عروقي ودمي. أنت معي دوماً فأنا لبست الجسد الأرضي كإنسان وبقي قلبي على غفلة ولادتي هناك حيث كانت تمكث روحي هناك، بين أحضانك.
ثم عدتِ إلى هذه الدنيا تبحثين عني إلى أن التقينا في لحظة الغروب الجميل قرب معبد روحنا الواحدة. غسلتني بنور حبك الطاهر من اليأس وغبار المجتمع الثقيل. ضممتك إلى صدري ودخلت إلى فؤادي للأبد، فكان اتحاداً أزلياً حدث في أرض زائلة.
اتحاد جعلنا نحيا في هذا العالم بأثواب بشر، ولكن هواءنا وغذاءنا من نور أم السماء "أمنا الحبيبة"، فيحيط عقلنا وقلبينا رابط روحنا الواحدة فنغدو رسل الإنسان، المحبة، الإيمان وشعلة لا تنطفئ لأجيال تشعر بالحب الطاهر، فتشعر أن ما يختلج في أعماقها هو صحيح ولم ينقرض في هذا الزمن السيئ، في هذا العالم المادي الشهواني الذي اغتال الإنسانية فينا وجعل مكانها وحش الشر وتنين الشهوة والنزوة المفترسة العطشة دوماً لتملك الآخر واستغلاله واحتقاره.
نعم أنت معي وحياتنا رسالة لن يفهمها البشر، ولكن ستدركها يوماً القلوب الطيبة... أنت دوماً معي في كل لحظة، فأنا هو وهو أنا، عبارة يرددها قلبك دائماً، وكلما أشتاق إليك أركض الى مروج الغروب لأرى وجهك يبتسم لي فأرفع يدي نحوك وأهتف: أحبك...


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium