النهار

رشاوى الانتخابات
كان أملي كبيراً بالتغيير، بدءاً من الشعب الذي لا حول ولا قوة له! ولكن، تبدلت توقعاتي خلال أشهر من الاستحقاق الانتخابي
A+   A-
كان أملي كبيراً بالتغيير، بدءاً من الشعب الذي لا حول ولا قوة له! ولكن، تبدلت توقعاتي خلال أشهر من الاستحقاق الانتخابي، عندما جمّد الوالي المالي بموافقة المنظومة الحاكمة الدولار على سعر 24 ألف ليرة لبنانية، وهُدر الدعم على جيوب التجار الفجّار، وتمويل الحملات الانتخابية من أموال المودعين، وبعض السفارات. وللأسف، ونظراً لصعوبة العيش، طغى شراء أصوات نسبة معينة من الناخبين، بمبلغ زهيد، مقارنة بالمبالغ التي سوف يكسبها النواب خلال الأربع سنوات المقبلة في الحكم، وأجزم بأن كافة المبالغ التي دفعوها رشوة، سوف يستردونها في غضون شهر واحد، وطبعاً من حساب المواطن!
عمّت أرجاء لبنان خلال الأشهر الماضية، صور المرشحين، ومهرجانات الدجل، والندوات الكاذبة، والموائد الجائعة، ورشوة الناخبين من خلال العملة النقدية، وتركيب الطاقة الشمسية، ودفع الأقساط المدرسية، والجامعية، والاستشفائية. يا حيفي على الصِنف البشري الطمّاع الذي يبيع ضميره وكرامته، ليعطي الفوز للذين نهبوه، وذلّوه، وقتلوا شعبه.
إنتهت الانتخابات النيابية، وأظهرت النتائج فوز نفس الطاقم السياسي القديم، بحيث جددت الأكثرية الشعبية للجلادين! ناهيك عن انتخاب وجوه جديدة، لا تمتّ للمجتمع المدني والثوار الأحرار بصِلة، هم مجرّد أبواق وماريونيت لبعض السياسيين. لعبة السياسة هي لعبة قذرة، لذلك لا تستخفوا بشيطنة عقولهم، لأن "العَترة عالشعب"!
مصلحة المواطن كانت في عقل وقلب قلائل من المرشحين والنواب، لم ولن يستطيعوا القضاء على هذه المنظومة الحاكمة، لعدم تضامن سائر القضاة مع القاضية الشريفة غادة عون، التي تحاول بشتى الوسائل القانونية الادعاء على الفاسدين لتحصيل حقوق المواطنين من "قرطة هؤلاء الشياطين".
بعد مرور أسبوعين، أعاد المجلس النيابي انتخاب نفس الرئيس للولاية السابعة على التوالي، بحصيلة 65 صوتاً! بينما نتيجة نائب رئيس المجلس، فكان الفائز يستحقها.
منذ تلك الفترة وحتى الآن، والدولار محلّق مع أسعار السلع، والمحروقات، والاستشفاء، إلخ.. إلّا الليرة اللبنانية، إنخفضت جداً قيمتها بالتداول النقدي، ولكن كرامتها موجودة ولا تزال تؤمن بصعودها في وجه كل من حاربها وشوّه سُمعتها!
من خلال قراءتي كتاب لجاين نصار، في عنوان "ناسكة في كاليفورنيا"، لفتت انتباهي جملة استعانت بها من الانجيل المقدس: "هذا الجنس من الشيطان لا يخرج إلّا بالصلاة والصوم" (متى 17: 21)، "ومقطع كالتالي: "الشعب مظلوم وأرى الظالم وأسمع يسوع يقول اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون، فقد عماهم إبليس بالأنانية والسلطة والمال، فها نحن نصلي ونصوم لأن هذا الإبليس هكذا نغلبه".
فعلاً، لا حلّ سواه في الأفق القريب، لأن عدم تغيّر الشعب، ومحاسبة أحد من سائر الطبقات الحاكمة على مدار الثلاثين سنة، يحتّم علينا فقط الصلاة كي يتوبوا عن خطاياهم، ويرحموا الشعب، وتولد من جديد نفوسهم الفارغة من المحبة والإنسانية.
صلوا لهم أحبائي، لينوّر الرب عقولهم، وقلوبهم، ويتوبوا، ويغفر لهم! عندئذٍ ننتصر على الشر وننعم بلبناننا الجميل، ويسترد اللبناني شقاء عمره، وصحته، وابتسامته، وكرامته، وراحة البال. إنها ليست أحلاماً، مع الرَّب يصبح المستحيل واقعاً في حياتكم.
أرضنا أرض القداسة، وذُكر لبنان حوالي سبعين مرة في الكتاب المقدس. نحن أبناء الله، لنتّحد في الصلاة لخلاص وطننا الأبّي الجبّار!



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium