النهار

الكاتب جوزيف مخلوف في "بانسيون أبو وحيد": الله ليس بحاجة لمن يدافع عنه، والمرأة عليها أن تنتفض ضدّ معنّفها.
المصدر: النهار - علي خليل
الكاتب جوزيف مخلوف في "بانسيون أبو وحيد":
الله ليس بحاجة لمن يدافع عنه،
والمرأة عليها أن تنتفض ضدّ معنّفها.
الإصدار الاكثر شفافية وجرأة. لقد وضع الروائي مخلوف إصبعه في عمق الجرح
A+   A-
الإصدار الاكثر شفافية وجرأة. لقد وضع الروائي مخلوف إصبعه في عمق الجرح، وفضح، بأسلوب سلس، إجرام المعنّف، ضد المرأة المغلوب على أمرها، في مجتمع مريض. حين التقيته في اهدن، على هامش ندوة تكريمية، وسألته عن كتابه، قال:
- لم أتقصد اثارة قضية التعنيف، لما فيها من تناقضات، بل أتى السرد ضمن سياق تصاعدي، إذ أن ما تسمّى بطلة الحكاية، ريتا، كانت امرأة معنّفة ومّستباحة، أي ميتة وتتحرّك. السَرد تطرّق إلى الكثير من المواضيع الهامة واليومية. ربما لأنّ قضية التعنيف لم تأخذ مكانها من الاهتمام والتوعية وتشريع القوانين التي تحمي المرأة في العالم العربي المحكوم دينيا، فأتت كأنها متنفّس للكثيرين وخصوصًا العنصر النسائي.
* لكنك شرّحت هذه القضية بطريقة قوية وشفافة...
- أولًا لأن تجربتي الشخصية مع امرأة معنّفة، فرضت نفسها في طريقة السرد. غالبًا ما يكون عرض تجاربنا أكثر صدقًا وعمقًا من سرد أحداث الآخرين. ربما لأن الوجع يحرق في مكانه فقط أمّا في الأمكنة الأخرى فيعبر هادئًا... وربما لا. لست متأكدًا.
* النقمة واضحة في كتابك على كلّ شيء بدون استثناء. ألا يمكن أن نجد واحة سلام مثلًا؟
- السلام الحقيقي الذي نتمناه، ليس موجودًا في هذه الحياة. ربما نعيشه جزئيًّا وكلّ واحد منا على طريقته. وكيف لي أن أكتب عن سلام وحياتي كلها بؤرة متفجرة؟ السرد أخذ مكانته لأنّه واقعي وشفاف.
* اليس ما كتبته مغايرًا عن المألوف؟ لأقل أنّ فيه الكثير من الوقاحة.
- إذا كانت الحقيقة هي وقاحة فكتابي وقح. ابدًا، لكنني أمام مأساة أشخاص مرّوا في حياتي ومنهم ما زال، وامام مأساتي الشخصية، كان لا بدّ من نقل الأحداث كما حصلت بدون تجميل. أنا لست كاتبًا بل مجرّد هاوٍ بسيط أعبّر بالكتابة عمّا في داخلي.
* في مكان ما، الكتاب هو دعوة للتمرّد؟
- تمرّد على كل ما هو بالٍ وميؤوس منه. على كلّ ما هو مقدّس. على كلّ ما لا يمكن مناقشته. الكتاب يبحث في الوجود عن تلك المعضلة التي كلما فتحنا بابًا مغلقًا أسلمتنا الى أبواب ومغارات وكهوف من الأسئلة.
* كلمة أخيرة.
- لا آخر للكلام ولا أوّل. فجأة يأتي كلّ شيء ويرحل كما لو انّه لم يكن...


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium