وطن توالت عليه حروبٌ عديدة، وتشتت فيه أجيالٌ كثيرة. أجياله فروعٌ خضراء تُثْمر في الخارج، وغصونٌ يافعة، مُعمَّرة في الداخل.
أغصانٌ تمرَّدتْ واخْضوضرت في الأعالي، وأغصان لم تسلمْ من سمومِ الأفاعي.
درسْناه في الصِغَرِ، ونبحثُ عنه في الكِبَرِ.
لا نعلمْ أينَ أصبحتْ حدودُهُ، ومن هو المؤْتَمَن على دستورهِ.
نُقيم في مساحةٍ جغرافيةٍ لا من حسيبٍ فيها ولا رقيبٍ، وننادي بالسيادة والديمقراطية.
حكّام طبقوا القول المأثور(اتّفقوا على أنْ لا يتّفقوا) في العلن، أما في الخفاء فضحكات صفقاتهم ومصالحهم تتردّد في آذان الأطفال المُتَأَلمة، في آذان الشيوخ المَنْسِيًة، في آذان الشباب الحائرة...
همْ حُكَّام وليسوا بمسؤولين، إذ إنَّ المسؤولية لا تمتْ إليهم بصلة.
يُفاخرون بإنجازاتهم الوهميّة والشّعب في دوامة جهنميّة.
وطنٌ يفتقد إلى مواطن، ومواطن يفتقد إلى وطن، حتى أصبحنا أفراداً في بقعة جغرافية، الأكثرية منهم تلبّي طموحَ حُكَامِها.