صدفةً مسائية رقيقة اظهَرَتْ للملأ عينيك وهما تسترقان متعة قراءة حروفي وتخطف من خلالهما كلّ الكلمات.
فيا أيها السارق المثقف الجميل لمَ تختبئ خلفَ ستارة زجاجية وتحبس نفسك فيها، حطّم كلّ القيود وحرّر ذاتك من كلّ كبت، واكتب ثمّ اكتب علّ المشاعر تتكامل من خلال الأوراق. فهل هناك أصدق من البوح البسيط البريء المدوّن على صفحاتٍ بيضاء بقلبٍ ينبض وحبرٍ لا ينضب وعقلٍ لا يشيخ؟
العمر قصيرٌ لم يبقَ منه غير القليل، والسنوات بدأت رحلة الرحيل، والجسد يجهد للبقاء والروح تنازع للحياة، ولم نعد نملك من العمر سوى بضع وريقات نملأها سطوراً وصفحات من الحبّ ليس له حياة إلّا في كتبٍ ودواوين. فلِمَ نُحرَم من القول ونُعَاقَب بالصمت؟ فهل هناك أجمل من الانعتاق والتحرّر؟
الكتابة سفرٌ جميل تَعبُرُ معه كلّ البلدان وتُتقنُ من خلاله جميع اللغات، والأهمّ أنّها تبقيك حيّاً وتتيحُ لك أن تكون شقياً ومتمرداً. والجميلُ أنّها تجعلكَ يافعاً ومزهوّاً.
لا أدري أيُّ سحرٍ يختبئ خلفَ الكتابة. هل هي المشاعر التي تخفق في داخلنا؟ أم الأحلام التي نتمسّك بها أو نرفض التخلّي عنها هي التي تعزّز من وهج الكتابة وسحرها؟
مهما يكون الأمر او يكمنُ اللغز، سأظَّلُ أكتُبُكَ في أوراقي وأرسمُ ملامحك وصورك في دفاتري، وسأحييك في كلّ خواطري لأنّني من خلالك أحيا.