ماذا لَو حوّلنا بلدنا إلى عنصرة تحضن التنوّع، وتجعل منه طاقةَ نهضةٍ، وإرادةَ بنيان، وانطلاقةَ حياة؟!
ماذا لو توحّدت الشعارات وأنتجت أهدافاً مشتركة، ومشروعاً بنّاءً لإنقاذ الوطن- الدولة وحياة المواطن؟!
ماذا لو توحّدت الشّعارات والأهداف والجهود؟!
كلّ شعارٍ تتبنّاه فئة من دون الأخرى يحوّل بلدنا إلى برج بابل. لو اجتمعنا وجمعنا طاقاتنا حول رؤية ومشروع لحوّلنا بلدنا إلى عنصرة تحتضن التنوّع وتجعل منه طاقةَ نهضةٍ، وإرادةَ بنيان، وانطلاقةَ حياة.
أتعلمون ماذا فعلت؟!
من شعارات الحملات الانتخابيّة كتبت رسالةً، صرخةً، رؤيةً، مشروع...
ولكن – بدايةً - أتوجّه إليكم أنتم أيّها المواطنون؛ نعم أنتم، جميعكم. إذا كنتم ما زلتم ضمن اصطفافاتٍ، تردّدون كلاماً يبثّ التفرقة والشرذمة والكراهية، أو تصفّقون لكلام ينبش الأحقاد ويتضمّن التخوين والتجريح، فأنتم مشاركون في برج بابل.
أدعوكم اليوم، نعم اليوم: اعتمدوا لغةً جديدة، لغة عنصرة، لغة المحبّة والحكمة والوحدة من أجل أن يكون انتصار الحياة، انتصار الإنسان؛ انتصار لبنان هو اللغة الجديدة والبشرى السّارّة.
ارفضوا اللغة الهدّامة، ولو صدرت عمّن تحبّون وتقدّرون. هكذا تلجمون أنفسكم عن الأحقاد المدمّرة، وتحثّون غيركم ليتبنّى لغة جديدة تفيد وتنفع وتبني.
تعالَوا نصنع من شعاراتِ فئاتٍ متخاصمة متنافسة موقفاً واحداً متكاملاً، يُطلقُهُ مواطنٌ واعٍ على أمل أن يُصبح مشروعَ شعبٍ واحد موحّد متمسّك بالأسس والثوابت، التي تبني الحياة وتنهض بالوطن -الدولة.
إليكم الرسالة.
(كنّا... ورح نبقى، نحنا بدنا... وفينا، نحنا مبارح ونحنا بكرا، باقون نحمي ونبني، معاً نحو التغيير، صوّتوا ليللي ما بيساوم، توحّدنا للتغيير، على متن التغيير، لبنان على حقّ، فخامة المواطن، بيروت بدّا قلب، شمال المواجهة...).
كنّا معاً، صَمَدنا معاً، وباقون نحمي ونبني؛ نحمي الوطن ونبني الدولة الحرّة السيّدة المستقلّة القويّة بمؤسّساتها وقضائها وجيشها؛ معاً سنتوحّد للتغيير وسنكمل الدّرب نحو غدٍ جديد مشرق.
وحدتنا الوطنيّة أساسٌ جوهريّ لحفظ وطننا، لذا لا نساوِم عليها أبداً.
حتّى لو هدّدونا بالسّلاح، وقطعوا عنّا الخبز والماء والدواء والهواء والكهرباء؛ حتى لو هجّرونا، وكمّوا أفواهنا، وحجبوا عنّا الحقيقة أو قطعوا علينا درب العدالة، لن نتنكّر لهويّتنا اللبنانيّة، ولن نتخلّى عن ولائنا لوطننا، ولا عن حبّنا لعاصمتنا التي تعشق الحياة وتتنفّس حرّيّة. بيروت بدّا قلب، وقلبنا كلّو لبيروت ولكلّ لبنان.
نحن مستعدّون للمواجهة والمقاومة والمحاسبة بوجه كلّ مشروع مدمّر، وبوجه مَن يحرم اللبنانيّ ولبنان حقّه في الحياة والانفتاح والكرامة. لأنّ لبنان على حقّ، لبنان سينتصر على الظّلم والظّلاميّة، وعلى العنف والقتل والسّلاح وأساليب الترهيب والتخوين.
لبنان بدّو وبيقدر. ونحن الشعب، أيضاً، بدنا وفينا. بدنا ننتفض، وفينا نغيّر، وسوف نحاسب الفاسدين ونبدأ بالعمل لنبني وطناً حُرّاً وقويّاً.
صرخةُ وطننا مدوّية، ويبدو أن درب الحرية والعدالة طويل، ومشروع تحرير الوطن صعبٌ وشاقّ. لكنّنا لن نهدأ، ولن نساوِم، وسنكون مستعدّين بالقول والعمل للمواجهة، ولتحرير الفكر والإرادة والإدارة والعدل وكلّ مرافق الدولة من كلّ قبضةٍ قاتِلة.
لا بدّ أن نضع البلد على متن التغيير!
صار بدّا "فخامة شعبنا" يتنعّم بحقوقه، ويعيش مرفوع الرّأس حتّى "سعادة المواطن" تكون هي الأولويّة وفوق كلّ اعتبار.
فيا أيّها الجالسون على الكراسي، يا مَن تشغلون مواقع مسؤوليّة وخدمة للخير العامّ، لو وحّدتم الأهداف، ولو صببتم الجهود معاً ضمن رؤية بنّاءة وتضامن واعٍ ومسؤول لتحوّلت شعاراتكم إلى مشروعٍ متكاملٍ يُنهي التشرذم، ولأصبحت موقفاً واحداً موحّداً يحدّد الثوابت والرؤية ويهبّ لبناء الوطن- الدولة.