النهار

الشاعر والروائي جوزيف مخلوف
المصدر: النهار - ساجدة جمال
الشاعر والروائي جوزيف مخلوف
لم تعد الأحاسيس مجدية، لذا أكتب لأنتقم من نفسي
A+   A-
الشاعر والروائي جوزيف مخلوف:
لم تعد الأحاسيس مجدية، لذا أكتب لأنتقم من نفسي
جوزيف مخلوف، شاعر وروائي لم ينصفه الإعلام كما يجب، أو ربما هو كان بعيداً عن الظهور، يتحضّر لإصدار رواية جديدة عن دار "سييل" في بيروت بعنوان "بانسيون أبو وحيد"، وكان معه هذا الحوار:
*تتحضر لإطلاق كتابك الجديد إلكترونياً، هل لديك تفسير لذلك في الوقت الذي يتّجه القارئ إلى الكتب غير الثقافية وأحياناً إلى اللاقراءة؟
ـ قد تكون هناك أسباب عدّة، الأوّل هو أنني أكتب من دون النظر إلى كمية القراء، والثاني هو رغبتي الدفينة بالبوح عما في داخلي من أحداث، وربما قد تكون عقدة نفسية، كما أنني لا أكترث مطلقاً برواج المادة التي أنشرها، يكفي أنني أكون بحاجة إلى نشرها، ولست مهتماً بنسبة الأمية المرتفعة عندنا.

* نقف في روايتك الجديدة إزاء كتابة مختلفة أقرب إلى النص المفتوح. وفي الوقت ذاته أمام رحلة ذات نظرة خاصة تجاه المرأة، الحياة، الألم والتشرد. هل لك أن تضيء على هذه النزعة؟

ـ "بانسيون أبو وحيد" كتابة سردية تنفتح بل تنهل من مفردات يومياتنا البسيطة، إنما بطريقة فلسفية ذاتية، ومأخوذة بهذه المكوّنات والعناصر التي تجعل من الحياة أكثر قابليّة للعيش. الإيقاع جزء أساسي من هذه الكتابة التي تمعن في الإصغاء إلى كل المفردات، ولا تخفي وجعها بها. إنها كتابة تلك المنظومة المركّبة والمعقّدة التي تجعل الكائنات تتآكل في ما بينها ويفترس واحدها الآخر. تموت هي وينتصر النَّسل.

* المكان المحدد هو بيروت، ولكن المرأة متخيلة، لماذا؟

ـ صحيح أن المكان المعلن في الكتاب هو بيروت، أي المكان الذي يتحرك فيه الجسد، لكنني أبطلت الفواصل بين المدن. يبقى أن السفر الأهم هو الذي يجري داخل الذات. وهل يمكن أن نتبين بعض ملامح هذه الذات بدون احتكاكها بعين الآخر؟ كما أن المرأة هنا بعيدة وليست متخيلة. نجمة بعيدة في السماء لكنها حاضرة، يحميها بعدها عن تفاصيل الحياة، ويحمي دهشتها.

* ما الهدف من الكتابة؟ ولما كل هذا التشاؤم؟

ـ ثمة كتّاب لا يكتبون ليصبحوا كتّاباً، بل ليبقوا على اتصال بما ضاع وانقطع منذ بداية العالم، سعياً وراء التقاط ما يتعذر التقاطه. ثمة كتّاب يكتبون حتى لا يموتوا. ليس الموت بمعنى الغياب والفناء. أنا اكتب لأتنفس.

* يسير هذا الكتاب ضمن خطّ مسار "سيرة ناقصة"، أي الكتاب السابق. هل تعتقد بوجود مشروع كتابة مستمر؟

ـ صحيح كأنه امتداد للسرد السابق، لكنه مختلف كلياً. هنا، تأكدت أن الأحاسيس مصيبة صاحبها، وأن العطاء نقمة، والتضحية خرافة. هنا سيرتي الكاملة التي كتبتها على الإسفلت وفي الزوايا، سيرة قاتمة، ولكنني مقدم على رحلة مدهشة، عسى أن تكون خاتمة أحزان وبداية حقيقية للتمتع بالأحاسيس النقية.

ساجدة جمال

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium