"معلّم"... هي الكلمة التي اتّخذها كلّ شخص مارس مهنة التعليم كوسام له... هي المرتبة السامية التي أعطيت لقباً لـ "يسوع المسيح"...
يقولون أنّ "التعليم رسالة"، يترعرع من خلاله الأجيال تحت يد أستاذ ناضل وأعطى كل ما لديه في مهنة التعليم...
لولا وجود الأساتذة، لما كان هناك طبيب يداوي، أو مهندس يبني... لكن، ما هو مصير صانعي أجيال الغد؟
باختصار وقبل التوسّع، لا يوجد مصير... لأنّهم لا يستطيعون تأمين العيش الكريم لعيالهم من خلال الرواتب التي يتقاضونها!
هكذا، لم يبقَ "التعليم رسالة" كلمة تقال بالفم، بل هي أصبحت حقاً عملاً تطوّعيّاً هاجر بسببه عام 2021 فقط، أكثر من 15 في المئة من الطاقم التعليميّ...
يعتبر البعض أنّ هذا الوضع يطبّق فقط على أساتذة التعليم العامّ، لأنّ أساتذة التعليم الخاصّ، بحسب تفكيرهم، يتقاضون رواتبهم بالدولار بعد زيادته على أقساط التلاميذ... لكن لا يا لبنانيين، وضع الأساتذة في المدارس ما زال على حاله...
أصبح الأستاذ ضحية أصحاب المؤسسات التعليمية الذين أتخذوا المدارس كمؤسسات تجارية هدفها جني الأموال، صارفين النظر عن المصاعب التي يواجهها الأساتذة يومياً. من تأمين كلفة المحروقات، إلى الاستفادة من الضمان الاجتماعي في حالة المرض.
أين تبدّد هذه أقساط؟ مهما كان الجواب لن يرتقي إلى مرتبة كرامة الأساتذة! التعليم حقّ كل مواطن. فعندما نمسّ بحقّ من يعلّم، نمسّ بالوطن أجمع!
فكيف علينا النهوض كبلد، إن لم نكرّم الأشخاص الذين تقع عليهم مسؤولية تربية أجيالنا الصاعدة؟
فألف لا لهذا الواقع... إنها مسألة وطنية، أجيالنا على المحكّ... ليس علينا القبول أن يرى طلابنا حقّ أساتذتهم يهدر أمامهم...
فهل نعلّمهم "الرضوخ" أم "السكوت عن الحقّ"؟
ليست المرة الأولى التي تعلو فيها صرخات الأساتذة جرّاء المعاناة الذي يواجهونها، حان الوقت ولو لمرة توحيد الصوت لإغاثة أركان القطاع التعليمي الذي من دونه يمكننا أن نقول "سلامٌ على وطن"!