النهار

هتافات أعماقي
نامي يا ملاكي في فؤادي، وابتعدي عن ضجيج العالم وصخب المجتمع.
A+   A-
نامي يا ملاكي في فؤادي، وابتعدي عن ضجيج العالم وصخب المجتمع. نامي يا طفلة تحتاج للراحة، للسكينة، وتلحفي بضلوعي، واسكبي تنهيدات روحك في صدري، فتضمك ذراعاي بحنان وشوق، ثم أعطرك بدموع تبعث الدفء في روحك، حينها تهمسين لروحي بصوت خافت: "أحبّك".
أشتاق إليك بجنون، فيهتف ذاك في داخلي: "هيّا يا أميرتي! أنا في انتظارك هناك على التلّة الصغيرة البعيدة والقريبة من السماء. تعالي إليّ بروحك بعد كلّ تعب وهموم! فأنا أيضاً منهك من صخب الحياة، من غبار العالم، من مادياته ومظاهره، من كذبه وشهواته. تعالي يا حبيبتي، ولنطلق براءة الطفولة من سجن أعماقنا، ولنتنشق حريّة مشاعرنا التي قيّدتها التقاليد في هذه الدنيا ومجتمعاتها!
يا طفلتي الجميلة!
يا سيدتي!
يا أجمل نساء الكون!
يا معبد روحي ومهد حياتي!
أنا أترقّبك فاتحاً يديّ في الطبيعة الطاهرة مع عطر أزهارها، وأسراب طيورها لألقاك وأضمّك لسنين، فنطير فرحاً مع ضحكاتنا وتغاريد عصافير حب ّسرمديّ، لم ولن تدرك مثيله الأرض.
أتلهّف للقياك والتأمل في أروع عينين غاصت فيهما أسرار وتضحيات ومكنونات كون بأسره. كم أتوق لأسرّح شعرك يا فتاتي الشقيّة بأصابع ظمآنة ولهانة لتلك الخصلات الجذابة، فتغرورق عيناي بدموع البهجة من لهب أنفاس فؤادي، الذي أشعله حبّك وحنينك، ورسم وجه ملاك ينام على كفّ يدي. يصمت الكون، ويسود سكون حبّنا المقدّس في أعماقنا، فتلمع نظراتنا بكلمات من نور يسري في عروقنا شعاعاً من حياة وحريّة ووجود...

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium