عندما يكون العدلُ ملكاً في قصر العدل فهو يفتح أبوابه مطمئنّاً مرتاح الضّمير لاستقبال أصحاب الحقّ، فصاحبُ الحقّ سُلطانٌ يكرَّم.
شرّعوا الأبواب أمام المطالبين بالعدالة والحقيقة؛ فهل من عدلٍ يخافُ المطالبين به الملتجئين لسلطانه؟! وهل من عدلٍ عادِلٍ يخشى مَن يريد تحقيق العدالة ضمن المسار القضائيّ القانونيّ؟!
لِمَ تُقفَل الأبواب أمام مواطنٍ يطالبُ بحقّه وبحقّ دماء أبنائه تحت سقف القانون وكنف الدولة؟!
لِمَ تعْلو الأسوارُ أمام أهلٍ يلجأون لمؤسّسة مؤتَمَنة على العدل؟! لِمَ تتحرّك القوى بوجه قلوبٍ احترقت حبّاً وألماً وشوقاً لفقدان فلذات أكبادٍ حرقهم الإهمال والفساد والإجرام؟!
ماذا تنتظرون من الأهالي أن يفعلوا؟!
هل تنتظرون أن ينسوا أولادهم؟!
هل كنتم ستنسون أولادكم أم هل من المفترض أن "يأخدوا حقّهم بيدهم" بالانتقام كما في شريعة الغاب؟!
أم من المفترض أن يتصرّفوا كالمقتحمين بالأسلحة أو كالهاربين الخارجين عن القانون أو كالمتسلّطين الذين يهابهم الجميع لمالهم أو لسلاحهم أو خوفاً من بعض ولاءاتهم؟!
بالرغم من تفجير عاصمتهم، وقتل أبنائهم، وتدمير حياتهم، ما زالوا يؤمنون بالدّولة، ويلجأون لمؤسّساتها، ويبحثون عن الحقيقة تحت سقف العدالة والدّولة والمؤسّسات. أليس هذا ما يفعله المواطن الصّالح؟! إنّه بالتّحديد ما يفعله أهل الضحايا. وأمّا عن بعض الغضب فهو أمر طبيعيّ. ألا تعلمون؟! ومن لا يغضب لموت ابنه؟! ومن لا يثور لفقدان أخ أو حبيب أو صديق؟! إنّه دليل الحبّ والوفاء ولن يفهمه إلّا أهل الوفاء!
أليس احترام العدل وفاءً وأمانةً لمَن حلف اليمين على صَون العدالة؟! فيا أيّها العدل في وطني ارتقِ لتلاقي حسّ المواطنة، ولتبلسم جرح المواطن البليغ الموجِع.
ويا أيّها الوطن الحبيب انتفِض، وانفض عنك كلّ معرقِل للعدالة، لا كلّ مطالب بها!
انفض عنك كلّ متآمِر على الدّولة لا كلّ مواطن تحت سقف الدّولة! انتفض، وانفض عنك مَن يعرقل نهوضك وقضاءك وعودة الحياة إلى كلّ مرافق حياتك!
انتفض، وانفض عنك مَن لا يحترم مؤسّساتك ثمّ يكابِر أو يتذاكى مراهِناً على انهيار مؤسّساتك الواحدة تلو الأخرى لتنهار الدّولة، ويسقط الوطن، ويستسلم المواطن!
لا. لا، لن نسكت، لن نرضخ، لن نستسلم!
سنظلّ نؤمن بالوطن ونطالب بالدّولة.
حتّى النّفس الأخير #مكمّلين إلى أن تظهر #الحقيقة وتتحقّق #العدالة وتنهض #الدولة وينتصر #الوطن ويحيا #المواطن.
احترموا العدل، وأطلقوا يد القضاء لتظهر الحقيقة وتتحقّق العدالة.
من هنا ستكون البداية، ومن هنا سينطلق مسار عودة لبنان إلى ذاته وهويّته ورسالته.