النهار

خططنا للسنة الجديدة
المصدر: النهار - جوسلين مراد
خططنا للسنة الجديدة
بين أشواك الزمن وعزيمة الحياة نقتحم سنة جديدة كما يقتحم الأسد النهر
A+   A-
بين أشواك الزمن وعزيمة الحياة
نقتحم سنة جديدة كما يقتحم الأسد النهر
ليأخذ فريسته من التماسيح.
نقتحمها وفي قلوبنا قوة لتغيير بهتان أيامها الى أحلام مشرقة
وظلمة لياليها الى آمال مشعة.
لكننا نجهل ما تخفيه في طيات أيامها ولياليها.
بين أوهام العالم وعظمة الواجب
نتقدم رافعين رؤوسنا لنصافح سنة جديدة
تمد لنا يدها فنصافحها بقبضة فولاذية
فنلقاها تتفرس بنا قبل أن نتفرس بها
ونحن لا نعي ما تحمله في يدها الأخرى،
أتحمل خنجرًا أم عصًا أم سهمًا أم وردة أم هدية؟
بين متاهات الوجود المكبل من سكرة الخداع والألم،
الذي ينتظر رحمة السماء، نخطو خطوة لنحيي السنة الجديدة
ونحن نعلم أننا ننتصر في اللحظة التي نخطو فيها
خطوة واحدة خارج اطار التهاون والتخاذل والخنوع.
لكننا نجهل ما تخبئه لنا في صدرها.
بين مخالب الموت ورغبة الحياة
نسير منتصبين كالعمالقة أمام سنة جديدة
لنخوض معركة جديدة
وفي القلب شغف وفي الرأس مشاريع
هي كالطموح الذي لا يقف عند حدّ
وكالنار المتأججة التي لا يمكن إخمادها
فنلامسها بأصابع غير مرتعشة.
لكننا لا نعلم ما سنحصده من مواسمها.
بين عبودية الظلم وبأس الحرية
نبتسم لسنة جديدة، فتضيء ابتسامتنا المكان
فتردّ علينا بابتسامة أخرى
ونحن لا نعرف ما تخفيه خلف ابتسامتها.
بين أهوال الحرب وصمود الدهر
نستقبل السنة الجديدة بترحاب حار
وبإيمان المحارب المنتصر
ونحن لا ندرك ما كتبته لنا على صفحات دفاترها.
بين لوعة القدر وجبروت الانسانية
ننهض لملاقاة سنة جديدة بفرح عامر كفرح الأطفال
ونحن لا نعرف ما تحيكه لنا في مغزلها.
بين قباحة الخيانة وقوة الضمير
نبدأ سنة جديدة بنوايا صادقة
وكأننا نبدأ امتحانًا جديدًا، هو امتحان الحياة لنا
هو الامتحان الذي ينبغي علينا أن نجتازه.
لكننا نجهل ما تضمره لنا في أعماقها.
بين جماجم الأحياء وأرواح الأموات المتوثبة
نعانق سنة جديدة ونتسابق مع الحياة...
فمن سبقته الحياة ما زال نائمًا
فكيف له أن يشرب نخبها؟
لكننا لا ندرك من سنقابل في دروبها.
أسنقابل ذئابًا أم وحوشًا أم حكماء أم أعداء الإنسانية؟
بين استسلام الخاسر وتصميم الفائز
نقتحم، نتقدم، نخطو، نسير، نخوض، نبتسم، نستقبل،
نتسابق، ننهض، ونبدأ سنة جديدة.
ونحن نجهل ما تطبخه لنا في وعائها.
فاجعل يا رب ثغر هذه السنة باسمًا وخططنا ناجحة
لأننا ندرك أنّ كلّ لحظة من أوقاتها قد تكون لحظة انتصار!


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium