1
كان لطيفاً ودوداً حنوناً. حين وضعت رأسها على صدره
قالت له: أحبك وأشعر معك بالأمان... كم تشبه رائحتك رائحة أبي.
بعد الحرب قالت بأسى: لم أعد أطيق رائحتك إنها تذكرني بالماضي وكل قهر تعرضت له.
2
بكت في الليلة الأولى من السعادة، وفي الليلة الأخيرة من القهر.
3
بحث عنها طويلاً، تعبت وبكت إلى أن وجدته.
وهكذا كان الزواج الأشهر في التاريخ والأكثر تواضعاً.
في حفلة لم يكن فيها مدعوون هكذا تزوج آدم وحواء.
4
يسند رأسه على خشبة السرير بيد يمسك السيكارة وينفث دخانها إلى الأعلى، ويده الأخرى تلتف حول رأسه تداعب أذنه في الجهة المقابلة، يتباها برجولته وفحولته وهي تفخر بأنه الأفضل، وهكذا كل ليلة
في الصباح يذهب إلى عمله منكس الرأس، وهي تلعن حظها العاثر.
5
في زقاق الحي تشابكت أيديهما وكان قد سبق أن تشابكت نظراتهما.
بعدها بوقت ليس بطويل تشابك جسداهما ككرمتي عنب متلاصقتين، وأثمرت علاقتهما وتخمرا كنبيذ بري، وطويلاً لم ينفصلا...حتى سقطت عليه قذيفة ومات.
6
قيل لها امتدحي رجولته فسيتمسك بك ويحبك أكثر
وهكذا فعلت... وصدق ذلك واقتنع بهذا لدرجة إنه تزوج بامرأة أخرى.
7
بعد علاقة دامت سنين قالت له مشاكسة: لقد تقدم سمير لخطبتي
بكل برودة أعصاب قال: أعتقد أن سمير هو الرجل المناسب لك، وسيمنحك السعادة والاستقرار.
أذهلها رده سألت بحدة: وأنت؟
أجاب بثقة: أنت تعلمين أني متزوج ولن أتخلى عن أسرتي، ثم.. أنا لا أصلح للاستقرار
تناولت حقيبتها، وقبل أن تذهب قالت بكل برود: غداً سأبلغه موافقتي... وداعاً.
صرخ: وأنا؟
من بعيد سمعها تقول: أنت الرجل غير المناسب.
8
كتب لها على الجدار المقابل لنافذتها "أنتِ وطني سأحبك دوما".
جاءت الحرب وتهدمت كل الجدران. من معتقلة لم يعرف ماذا حل بها... أعتقلت؟ أم هاجرت؟ هل غرقت بالبحر؟ أم....
لكنه لم يفقد الأمل وظل يردد "أنت وطني وسأحبك دوماً".
9
يا لجمالها، قال ولعق شفتيه
فكرت: يا لوسامته وداعبت أفكارها فراشة ملونة
تكرر المشهد في كل يوم حتى جف ريقه. وأصبح حولها سرب من الفراشات المتراقصة،
كان كل شيء يشي بالنهايات السعيدة.
حين انتهت أزمة الكورونا، التقيا صدفة من جديد،
رأته يتأبط إمرأة من ذراعها بحب، الواضح أنها زوجته.
أزعجها غدره بعدم انتظاره لها!!!، وأزعجه غدرها وبطنها الذي تكور بالحمل !!!!.
10
كان كل همهه ومحاولاته أن يوقعها في شباكه
وكانت كل جهودها منصبة على أن تبقى متماسكة أمامه حتى النهاية
ودون جدوى باءت محاولاتهما بالفشل
حتى اصطدتها أنا.
11
طلبت منه أن يغادر المنزل لقلة حيلته ولامبالاته.
بعد زمن كتبت له رسالة: اشتقت لك... أنت عمري.
لم يرد وانتظرت ليس طويلاً
حين رن جرس الباب ركضت إلى المرآة لتصفف شعرها وتتأكد من مكياجها فقد كانت تنتظره.....لقد عاد
رن الجرس مرة أخرى مشت بغنج باتجاه الباب، فتحته، إنه ساعي البريد. وطلب منها أن توقع على استلام أوراق طلاقها.
12
في كل يوم وفي موعد ثابت يجتمعان في المقهى هي لتستعرض جمالها وهو لكي يتباهى بغنيمته الجميلة أمام الجميع
تأخر ذات يوم، عندما حضر كانت الذئاب قد افترستها.
13
ليست جميلة ولكنها تستطيع أن تقدم نفسها كـأنثى جذابة ومثيرة.
في الفراش تتصنع المتعة وقلة الخبرة.
هو ينتشي برجولته، وهي تفخر بذكائها.
14
التصق بجسدها قليلاً استشعر الدفء في جسدها الشاب، ومرر يده على كتفها العاري، قائلاً باشتهاء: كم هو مثير جسدك
ابتسمت بخجل وربما تصنعت وفكرت: كم أنت ثري.
لكي يثبت صدق مقولته اشترى الكثير من الفياغرا.
وهي عوضت بأمواله عن حرمانها.
15
قالت: سيسعدني أنك ستكون أبا لأكبر أولادي، وبكت بحرقة.
.........لقد كانت تعلم أنها الحرب.
16
سألها هل أنت سعيدة الآن؟
ردت بحدة: وهل يهمك ذلك؟..... نعم أنا لا أشتكي من شيء أتمنى أن تكون أنت قد وجدت سعادتك
رد بأسى لست كذلك... أنا ما زلت أحبك
ردت بتهكم: كم أنت تكذب، أنت لم تحبني حين كنا معاً..
قال: لا، غير صحيح لقد اكتشفت أني لم أعبر بما يكفي عن حبي لك.. أنا أحبك عودي
ردت بعنف: لاااا أنت من اختار النهاية فتحمل النتائج.
قال: كم أنت ساديّة...أأنت سعيدة بعذابي؟!
ردت بخبث: أولست تريد سعادتي.