النهار

"الطائرة الورقية"
المصدر: النهار - أحمد مصطفى زريقة
"الطائرة الورقية"
"الطائرة الورقية"
A+   A-
هنا جميع الرافضين
هنا جميع من أنجاهم
الخوفُ من الموت
وهنا جميع الخائفين من الأحلام
من القصيدة
ومن الله
لا حبَّ
أموت في نسيانه شوقاً
ولا أرضَ
أموت لأجلها وأحيا.
من أسقط النهد عن المئذنة
ومن أسقط المجد
عن ظهورٍ قبل
أن يعرّيها
من أوقف دوران العارفين
كم من حلمٍ
استنقذ من خيال
الموت ليحيا كسيحاً
أبتر الظلال،
وحروب ٍكثيرةٍ
علقت دماؤها
لأننا لم نجد فكرة
أو صحراء
أسير متخفّياً ببسمتي
على هذه الأرض البربرية
إلهي هل يمكنني
أن أخون اليوم
العهد الذي بيننا
وأن أسقط
عنّي وردي
لأنطلق باحثاً
عن أسمائك الحسنى؟
كنت أخبّئ لك الإيمان
في صدري يا أبت
لكنني دفعته ثمناً للحرية.
من قايض الطيور
على أغصانها لتغني؟
من بدّد الغيم
وباع السماء؟
من أوقف دموعي
خلال جريانها
وطلب منها أوراقاً ثبوتية؟
هل تعرف يا أبت
من قصف طائرتي الورقية؟
حاصروا دعائي
وشجرة النخيل التي كنّا
نلتقي تحتها
حكموا عليها بالإعدام
وأضاءوا الليل كلّ الليل
كي لا أناجيك.
أودُّ أن أعطيك دمي
لتعطيني صلاة
وأودّ أن أهديك صوتي
لتعطيني القلم
لكن يدايَ منفيّتان
خلف ظهري.
ما زال عندي
قليلٌ من الانتماء في جيبي
و ما زلت أبحث عن شجرة
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium