لا أبالي بالخلاف، ولكن أكثر ما يخيفني شريك يجيد الخصومة، فهذا يعني أنه يمارس يومه بشكل طبيعي دون أن يفتقدني، أن تتراءى له دموعي ولا يكترث لأمري، أن يجري عشرات المكالمات يومياً ولا يفكر في أن يبعث لي رسالة واحدة.
فكرة أن تمر الأيام دون أن يبادر إلى الصلح بمثابة رسالة أخرى فحواها "لم أعد أرغب بوجودك، أشعر براحة في غيابك".
مميت ذلك الشعور الذي رسخ عندي حقيقة أن وجودي والعدم سواءً، عذاب الرحيل أهون بكثير من الحضور المؤقت بجانب شخص قاسٍ، يتذكرني في أوقات الصفاء، ويمحوني في أوقات الخلاف.
العلاقة التي يكثر فيها التسامح ليست دليلاً على ضعف الشخصية، إنما انعكاس أن أحد طرفيها على استعداد أن ينسى الخلاف في سبيل ضمان بقاء الطرف الآخر .