ما هذا الشّعور القويّ والسّاحِر؟
ما هذه الأشواق الغامضة والموجعة؟
جذبها ذلك الشاب بإطلالته الباهرة؛ فتساءلت: "أيّ جمالٕ بعد عينيك يُذكر؟
وأيّ شروقٍ عند هواك يَغرق؟
عندما تراه كانت تسمع همساته في قلبها؛ فتتعطر من رائحته حباً غامضاً جَفَت أزهاره!
فكان يتجاهلها في بعض الأوقات،
فالتفتت للحظة ونظرت إليه،
كان يتدفق من جمالها دموعاً واشتياقاً!
كانت تحبه في سرها لسنين طوال؛ فابتعدت.
فمنعها النسيان من أن تنساه.
وأصبحت كالمدمنة التي تعشق أحلامها ولا تنفصل عن نجومها ولا عن أفلاكها.
فأصبح وجدانها يهوى الألم عند لقائه بها؛ فراسلت قوتها بقساوة وصمت، واحتضنت تلك المسافات رحيله.
وبقيت هي تراسل قواه.
ابتعدت واقتربت.
ثم قررت أن تهاجر إلى قمم بيضاء؛ فأصابتها خيبة وأحبته مرةً ثانيةً.
نظرت إليه في أوراق كتابها.
فوجدته يبادلها تلك النظرة من خلال القلم!
رأته جالساً بقربها لا يتكلم فهو يحتاج إلى قلبها منذ البدء.
فقالت: أين أنت منذ سنين؟
من أنت؟ لن أعرفك!
سوف أرحل إلى البعيد وأشتاق إليك في وحدتي وصمتي، فعذراً. لا أريدك فيما بعد.
فأنت لا تستحق رغبتي بك ولا ابتسامتي، لا شوقي ولا تضحيتي من أجلك، ولا حتّى تستحقّني.
لماذا جئت الآن؟ ألكي تدمر قلبي مرة أخرى؟!
فأنا لن أعرفك.
من أنت؟!
فوجدته محرجاً، تدمع عيناه.
فاختنقت المشاعر في قلبه،
واختفت!