النهار

لم يبقَ إلا الذّكريات
المصدر: النهار - ربيكا زيادة ـــ ثانوية إهمج الرسميّة (عضو في نادي ألوان – برنامج على التّربية معًا، مؤسسة أديان)
لم يبقَ إلا الذّكريات
تصوير صوفي الغبري
A+   A-
محطة في واجهة المدينة، كانت تربط طرابلس بالبلاد العربيّة لكنّها اليوم وحيدة بجانب ميناء يضجّ بالحياة والتّجارة والسّياحة.
ألبسوها ثوب الغبار والصّدأ، غير أنّها لم ترضَ أن تبقى منزوية كما أرادها الزمان وحكّامه، فجذبت بتاريخها العريق السّياح إليها لتصبح مقصدًا سياحيًا معروفًا. فإذا أردْتَ زيارة طرابلس لا بد لك من زيارة هذه المحطة لأنك عندما تنظر إليها وإلى القطار بداخلها تتواتر المشاعر والأحاسيس في داخلك وتسمع أصوات الباعة الطّرابلسيين ينادون على بضائعهم وخدماتهم.
عندما تدخلها، تشعر بالموت يرفرف في الأرجاء، تشعر أنّك دخلت إلى مدافن الأحلام، تخاف أن تدوس على تربة شربت من دماء الجنود ودموع الأمّهات والحبيبات.
قطار متسمّر في مكانه بمقطوراته المتآكلة ينتظر اكتمال عدد الركاب لكي ينقلهم في رحلة ترده إلى أيام عزه وشبابه. لونه يروي قصته، قصة وقت مرّ على تقاعده، وصحيح أن الزمن ترك آثاره عليه، إنما أصبح أجمل مما كان، وهو يروي قصته التي لا تموت مهما مرّ الزمن، وإذا دخلت الى المحطة وتمشيت إلى جانب القطار تتساءل: هل من يطلق صفارة هذا القطار لتدور معها عجلات أحلام الطرابلسيين للعودة إلى خارطة الوطن؟ أم مكتوبٌ له أن يبقى في مكانه يروي قصته للسّياح الذين يلتقطون معه أجمل الصور ؟؟


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium