كانت أقرب من حدّ الحقيقة المتّشحة برداء الكبرياء. جلست مع غبار المسافات أبحث عن تفاصليها في صندوق الوجع،
أمسح لون الّليل عن زجاج نافذتي.. أصنع من هدوئه حبلاً سرّيّاً يغذّي موجات الهذيان التي تنتابني عند حضور الغياب.
كنت أسترق النّظر إلى نجمة غادرت سماء الضّوء منذ زمن؛
الّليل بدأ يتلاشى تاركاً لي مساحات واسعة من الانجراف خلف التّأمّل..
كان الوقت ينسلّ من بين مسامات جلدي، يمنح دمي أكسير الحياة...
عدتّ إلى وسادتي التي وجدتّها مبلّلة بمتاهات الأسئلة الجافّة، لكنّها ارتدت ثوباً يُشبه وجه الرّصاص..
حديث تلك الّليلة معها كان أشبه بموسيقى صوفيّة
تعزف على وتين القلب
تتّكئ على مقعد مبلّل قرب شلّالٍ منهمرٍ من ماء الورد..
بين السّطور المغمّسة بالبدايات والنهايات
كتبت لها قصيدة
من رجع الصّدى..
أهي...؟
كانت شيئاً ما يرسم خطوط الانشطار والانتظار في دمي..
أغلقت نوافذ الرّيح قليلا ً
صمتُّ..
لا يزال ضجيجها في صدري مستمرّاً يحاول الاقتراب من طرقاتي المملوءة بالأحزان ..
أهي...؟
لست أدري..
لكنّ كلماتي كانت تذهب عميقاً في جرحها، تفتح أبوابها على مصراعيها، تفتح موجات الحنين المختبئة في ثنايا صباحاتي.
أمسكت بشعر الفجر الّلاهث الّذي خرج للتوّ من عباءة السّواد وشوشتُ في أذنيه:
الطّريق إلى المستحيل
ليس حلماً..