أحكمت القنوات وتأكدت أن كل الكابلات قد أحكمت إيصالها وربطها برابط الطاقة وأنه قد آن الأوان كي أطلق الكلام ليصلك عبر أثير الهواء... بشكل مباشر وغير مباشر بدأت الحوار مع ذاتي ومن ذاتي لجانب قدرك وذاتك ودولتك وسماحتك ومعاليك ونيافتك وعطوفتك وغبطتك وسعادتك وعذراً إن نسيت أياً من مقاماتك...
إليك أنت أيها المسؤول في لبنان الأرض أتوجه لأذكرك بأنك تارك كل ما في الأرض للأرض وإلى السماء ستعود...
إعلم أن الله يراك كيفما فعلت وأينما كنت ويعلم ما في عقلك وقلبك يعرف صدقك ورياءك ويعرف متى تقول الحق ومتى تحيد عنه.
واعلم أنك عندما ارتضيت لنفسك المسؤولية، فأنت تعلم أنك ستحاسب على قدر كل أنملة خطيتها أو لفظتها أو ضمرتها ولم تجاهر بها... ولكنك نسيت عندما تخطيت حدود الله وارتضيت لنفسك الصمت عن الحق وعن سبيل العدل...
اعلم أن العدل هو الله والحق هو الله وهو فوق عدالتك وحقك الذي تطالب به وتسعى إليه...
كيف يمكن أن يستفيق الضمير المستتر والغائب ليواجه ضمير الأحياء...
كيف يمكن أن تعمم مصلحة الوطن فوق أي مصلحة وفوق كل زواريب المصالح المتقاطعة أحياناً والمتجانسة أحياناً أخرى...
ستسأل عن السلطة التي هي تحت اشرافك... ماذا فعلت بها ولماذا اخترت مواقفك وكيف تجانست قراراتك مع تكليفك إحقاق الحق.
دعوة لكل مسؤول في كل الوطن للرجوع لنفسه وذاته واستقلاليته... أنصت لصوتك الإنساني وحسك اللبناني
أنصفوا لبنان دون أن تتناصفوه وتتجاذبوه ولا تبحثوا عن كلمة السر إلا في داخلكم المكنون... لبنان وطن مستقل بذاته وأرضه وجيشه وكرامته وعزته.
لبنان لن يكون مقاطعات مقتطعة ولن يكون أجزاء مجتزأة... فأنصاف الحلول هي أجزاء وهي ليست كاملة، والله كامل يحب الكمال.