تحب المرأة العناية بجمالها، وذلك ليس بغريب على المرأه العربية المعروفة بهندسة حياتها والاعتناء بأساس جمالها، من العناية بالبشرة والشعر وحتى أعضاء الجسد بشتى أطرافه. وهذا لم يقتصر على المرأة فحسب، بل تعدى إلى الرجال الغربيين والعرب الاعتناء بنظافة هندامهم سواء هندام الجسد أو ما يستره ومكنونات الشعر وما يهذب تقصيره. ولو قسنا ذلك الجمال على الجمال المعماري في البناء لوجدنا تشابهاً كبيراً من حيث الرقي في الحضارة ومواكبة التطورات وعصورها. فالرجل والمرأة وحتى الأطفال والشباب اتجهوا نحو البناء المهذب المقام على أساس متين. ومن الجدير بالذكر كيف أن التصميم الرباني فاق كل تصميم إنساني في البناء من جبال وعجائب الدنيا السبع. والعجيب والمضحك في الوقت ذاته أن الجمال لا يقتصر على جمال المظهر وتحسين اللوك الظاهري بل تعدى إلى أهم من ذلك وهو جمال العلم والأدب فهو يضيف رونقاً لا مثيل له في الإبداع. أنا لست ممن ينافي معتقدات الجمال، ولكن الجمال وتضاريس معالم الوجه واليدين تلك التي تنطق بما مررت به من محدثات وتحديات ونجاحات يجب تحسينها بشكل لطيف دون الاعتراض على الحكمة الإلهية في تقدم العمر. فالعقل يشيب وكذلك الشعر، والهرم يظهر، فدعونا أرقى من أن نلجأ إلى الكثير من العمليات التجميلية التي تطغى على حقيقة الإنسان، فينظر إلى نفسه في المرآة ولا يعرف ذاته، دعونا ننطلق إلى تحسين الجمال كالبناء وصيانة المباني بكل جميل لا بتغيير خلق الإله الذي أبدع فأحسن التصوير.