حكايتي للوقت
الحب يمرّ
والساعات
وعمر الحنين
في الذكريات.
الوعود تمرّ
كالثواني الشتات
والعمر يتبع الثواني
كالفتات.
الذكرى تعلق في الذكريات
والملل يمرّ جنب ما فات
الصغير بعد قليل
غدا قابض المصير
في الوجهات.
والصغير قد كبر
والكبير قد شاخ
وأنا وأنت بلغنا التطواف
أصدقاء لنا قد رحلوا
وأهل وجيران
وغلب علينا طابع الزمان
وانسلّ الحرير الذي كان
في عيوننا والشفاه
وأصبح أحمر الرمّان
عصيّاً،
وورد الجوري في الدار
قصّياً،
وتبدّل رداء المكان
عرّج الى شرب قهوة
ولا تؤجّل الموعد
اليوم بنّ طازج نقي
غداً يفسد
وفناجين الزمان تدمع البقاء
حتى الجلسة تفقد
السهاد...
وتضيع الأيام للثواني
قف وقفة مارد
لا تنظر الى حبّ شارد
ولا الى عمر ضياع
خذ عهداً وتطلّع الى ما تبقّى
من زاد الأيام!!
وافعل ما تراه جميلاً
ليبقى أزلاً
ويطبع جيلاً
تصرّف لا تملك ترف الوقت
ولا تملك مديد الزمان..
اعمل ما تراه قد بهت
أو تذكّرته من ماضٍ قد كان
واصرف ما تبقّى لخمرة الأيام
فاخرج المارد الذي فيك
ريح السماوات السبع تناديك
تناجي ألفة اللامكان
وتكتب سطوراً جديدة.
اعرف أنَّ في بالك خيالاً
وظلال ماء تمادت
في الحسبان
واعرف أنّ لك طريقاً
دفنته رقيقاً
في كنف النسيان
فأخرجه للنور وتمنطق بنفحة
صدىً
وتنشّق مداً
من نفحة البخور
واسرد على الأجيال فدىً
ورونق حكاية
وعلّم الفتية بأنّ الفضل للنهاية
وأنّ البداية لحظة
والشباب اختلاج
والكهولة حسرة
واحتياج..
وأنّ ما تفعله اليوم
يغنيك عن النظرة
الى الأمس.
افعل ما تقدر عليه في المستحيل
ولا تترك منسيّاً ومؤجّلاً
غداً ستنظر من المستحيل، فتراه قد عجّل في طيّ سماته
لأنّ الفتى
قد لبس ملّاته
في يوم صغير
اكبر وتحلّى بالسنين
وتكحّل بالحكمة في أفياء
الجبين
واعطر بالمسك الذي
تخفيه دفينا...
عملتَ جهداً فاليوم تلاقي
عهداً وصولجانا...
وتقبع على عرش الزمان
فما كتبته أمس
غدا المكان والزمان
وغدوت القائد المُلهم.