التخبط هو سيد الموقف، والحال هذه تنطبق على كل المستويات والتدرجات السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية.
بين اقتصادٍ سيئ يثقل كاهل المواطن، يقابله "خفة" هشّة في العمل السياسي يفترض "وزنات" وازنة يمتلكها مسؤولون "موزونون" في الرؤية والبصيرة والإنتاجية.
يتابع اللبناني الأخبار والمستجدات يومياً فلا يلحظ أي جديد أو مستجد قد يحمل بوادر حلحلة لمشاكله التي لا تنتهي ابداً.
غريبٌ وعجيبٌ أمر هذا البلد، كل شيء فيه قابل "للرغي واللعي" والأخذ والرد الطويل الذي لا "يرسو على برّ ولا يوصل الى الأمان".
زيارة مسؤول الى دولة أوروبية معينة تحمل ضجيجاً لا ينتهي وسرداً من حكايات لا نهاية لها وكأنها قصص "ألف ليلة وليلة" لا تلبث أن توشك على النهاية حتى تبدأ من جديد بقصة و"أكشن" أكثر مع حماسة فائضة.
لقاءٌ بين سياسيين يأخذ حيزاً في الإعلام أكثر من الوقت المخصص للنشرة الإخبارية بكاملها، تبدأ معها التحليلات والاستنتاجات والتبريرات ويصبح الشعب برمته متل "الأطرش بالزفة" لا يفقه شيئاً ويحتار من يصدّق أو يكذّب.
مصائب الوطن لا تنتهي فلا تتحلحل أو تتحلّل تدريجياً أو بالتواتر.
كيف السبيل إلى الحلول ونحن نشهد جموداً وتحجراً في الأفكار، وكلُ فريق يعتبر نفسه منزهاً عن الأخطاء ويرمي باللوم على غيره، ووحده يملك الحقيقة الكاملة التي لا لبس فيها أو شائبة تعتريها.
وبين هذا وذاك يحضر بعض الإعلام بجهوزية فائقة كي يسعّر النار الإعلامية أكثر ويشعل التصاريح الصاخبة ويبتكر البرامج التي تزيد الوضع سخونة، فنشهد حلقات وحلقات من مسلسل درامي سياسي قائم على "اللتلتة" "والقيل والقال" في ماراتون يومي يفوق عدد حلقات المسلسل التركي " التفاح الحرام" في نسخة لبنانية فاقت أعداد مواسمه "المحلية" الإعداد الإقليمية بأشواط.
في نهاية المطاف، وبعد " اللت والعجن" و"الرغي والشطف من فوق وتحت" يبقى المواطن الخاسر الأكبر والفاقد الأول لهويته الأصلية والجاهل الأوحد للحقيقة الضائعة، المرمية تحت أقدام المسؤولين.