النهار

الزمن القاتل
أود أن أكتب ولكن الأفكار تتصارع في ما بينها والكلمات تتصادم مع المشاعر
A+   A-
أود أن أكتب ولكن الأفكار تتصارع في ما بينها والكلمات تتصادم مع المشاعر. قلمي يرى فوضى عارمة فيقف جامداً متفرجاً صامتاً. لمَ كل هذه المقارعة وهذا الاختلال في الحروف؟ أتراه بركان الروح يغلي وسينفجر غضباً أمام كل مشهدية هذا المجتمع بضوضائه وفساده، بنهش الأرواح واغتيال القيم والمبادئ.
أصبحتُ أفتش عن الإنسانية، عن الصدق والكرامة، عن العفة والإيمان، عن الحب الوجداني والقلب البريء، فلا أجد غير أشخاص بتحركون في الأرض لينتزعون المال بأي طريقة وأسلوب، ولو على حساب الكرامات، ولو بنمط سيئ يخنق في أعماقهم الأخلاق والرحمة والإيمان. الجميع أصبح يعتبر ذاته إلهية فنسي ذاته ومن أوجده في هذا العالم، ومن جعله يتنفس وينمو. آه كم أن الجهل وحب المادة والشهوة والمظاهر قد أعمت بصيرتنا ومحو ذاكرة الإنسان فينا، آه كم أن الشر تملك في أفئدتنا وعقولنا فغدونا مجرد وحوش بشرية لا تأبى لما خلقه الله فيها وما هي رسالتها في هذه الأرض، وكيف أنها تنكل بروحها وتنكأ بجراح أخوة لها وتهين خالقها رب الكون، فتتناسى أن رحلة العمر قصيرة جداً، ولا تدرك في أي لحظة يتوقف القطار وينتهي وجودها في هذه الدنيا. غريب أمرهم، يدمرون بعضهم ويأكلون بعضهم، فلا يتركون عالمهم بخير ولا يحمون روحهم من الأذى الأبدي، وكأنهم أصبحوا آلهة لا يموتون.
سامحنا يا سيد الكون وانثر محبتك ونور الحكمة فينا، علّنا نستيقظ من كبوة الحماقة ونشوة الشر، فنعي أهمية قيمتنا وجمال وجودنا وما خلقته لنا في هذا الكوكب، وابعث في حنايا أرواحنا نفحة منك تشفينا من كل ما يصيبنا وينقينا من هذا الوباء الخطير، فنعلم أننا أبناؤك؛ أبناء النور والرجاء والمحبة، علّنا نعود إلى رشدنا بسلام وفرح سماوي، فترضى عنا وتحضننا إلى الأبد بين جناحيك...


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium