النهار

كم ياسمين سترحل؟
كم ياسمين سترحل وتغمض جفنيها ولا تأبهون؟ كم طفلاً يموت بسبب استهتاركم بحياة البشر وأنانيتكم واستلشاقكم؟
A+   A-
كم ياسمين سترحل وتغمض جفنيها ولا تأبهون؟
كم طفلاً يموت بسبب استهتاركم بحياة البشر وأنانيتكم واستلشاقكم؟
كم روحاً ستزهق وأنتم متربّعون على مراكزكم تقهقهون؟
الشعب الفقير ينتظر الموت يتنشّق الخيبة والوجع.
إنما الطفولة شيء آخر، أمانةٌ مقدّسة وروح بريئة وملائكة تصلّي وتعطي الأمل.
وكم ياسمين ستقتلون ببرودةٍ وتحت التراب تدفنون؟
تفركون أوراقهم تبترون براعمهم وتفتفتون الحياة بأياديكم الملطّخة فتذبل كلّ الحقول وتنحني وتموت!
كيف لكم تحفرون القبور، تزرعون الشوك، تجلدون الشعب ولا تبالون؟
وكيف تباركون دموع الأمّ الثكلى ودعاءها عليكم كيف تحملون؟
تبيعون الأرض والهواء والبحار، وعلى جلدنا تتفاوضون وبأجسادنا تنهشون كالضباع وعلى بعضكم تتأهّبون
فهل يا ترى تنامون وعيون ياسمين تراقبكم تحاسبكم
تناديكم لتلعبوا معاً لعبة الحياة لا لعبة الموت؟
فقد ضجرت كما الصغار والكبار من لعبكم الملطّخة بالدمار والدماء وتحلم بالحياة والحريّة.
فلا تريد القيامة بعد الموت لأنها تستحقّ الحياة.
الحياة لهم والساحة تنتظرهم صغاراً يحلمون، بجوانحهم يطيرون يتنفّسون الحياة والحياة تستمرّ بهم.
فلا تقصّوا جوانحكم لتخيطوا جوانحكم الصدئة البالية...
ولا تخنقوا الحياة من أرواحهم بسوء إدارتكم وحساباتكم الضيّقة.
فمتى تأبهون وبدل أن تقتلوا الياسمين تنشرون الأقحوان والسوسن؟
تزرعون الأمل وتنثرون الورود،
تلوّنون السهول القاحلة بألوان الحياة،
تنصفون الأطفال كما العجائز الكبار؟
متى تمسون بشراً وتأبهون لحياتهم،
وقبل فوات الأوان،
متى تأبهون؟

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium