والتقينا
فتهاوت عروشُ الغيابِ
وتهادتِ المسافات في حضن اللقاءِ
وتساقطت شهبٌ، وتعانقت هدبٌ
وغرِقنا في بحر من الأشواق ِ
خلفَ أسوار الوجد اختبأت لهفةٌ مجنونةٌ
كَسَرَت حواجز الصمت وهامت على وجهها
باحثة عن عينين لا تعرفان الهزيمة
عن نبضٍ لا يوقفه خوف العالم
وإحساس لايقيده الواشون
والتقينا
فتجمدت أصابع الوقت
وأصبحنا ذرة عطر تجوب الفضاء اللامحدود
كان الماء يحيط بنا كما الذكريات
أحلامنا تحلِّق حول الغيم كما القُبّرات
والنوارس تحكي للشطآن قصة عاشقين
احتميا بظل الحنين فاشتعل قلباهما وفاض الأنين
سأشكوك كل صباح لياسمينتي
سأقُصّ وجعي على دروب الوعد علّها تأتي بك
لكن كن حذراً وأنت تجتاز الخطايا آتياً إلي
لا تترك أثراً يشي بك
لا تذرف دموع الشوق
فالحب لا يعترف بقهر المسافات.
والتقينا
فاحتميتُ بوجهك المبلل بالجوى
وارتديتُ شالَ الحضور لأخفي لهفتي وجنوني
ألبَستُكَ قصائدي وتحديتُ بكَ وشاياتِ المرايا
زرعتكَ نرجسة على فمي
والتقينا.