في هذه الحياة إن تمكّنا من معرفة كلّ شيء فلا فائدة من سلوك الطريق ، فنحن كأشخاص لا فائدة لنا إن اعتدنا السكن في الزمن العتيق، إن لم نواكب التطوّر بعقلٍ عريق وفهم طليق، لا فائدة من التقوقع خلف التخلّف الذي سيكون لنا مُعيق، فلا في السماء ولا في وسط المحيط ولا عميقاً في الجبال، ولا في أيّ مكان يمكننا أن نختبئ من أقدارنا ومن المكتوب، والمستنير منّا هو من سيطر على نفسه وعرف مكان صوابه ، هو من لحق الثقافة وعرف كيف يدير سرابه، هو من مشى واثق الخطوة رغم كلّ عذابه، وعرف أنّ هناك الكثير أهمّ من الرقم الذي اشترى به ثيابه، هو من عرف أنّ أكبر مكسب في هذه الحياة أن تعطي الآخرين ولا تنتظر المقابل، وقنع بأنّ جسده غير قابل للسقوط ، فالإنسان الذي عرف كلّ هذا سيعرف معه أنّ الطريق الصحيح للروحانية هو أن لا تؤذي أيّ كائن ولو بكلمة، وألّا تسعى إلى تشويه صورة أحد، بل تلوينها إن كان هذا الشخص منطفئاً، والوقوف إلى جانبه أوقات ضعفه ليصبح جرحه مُلتئماً... فالجهل هو أصعب الشرور في هذه الأرض، لذلك كلّ ما علينا هو أن نصل إلى أفضل فهم في هذه الحياة، أن نعرف بأنّ الحكيم هو من سيطر على كلامه، هو من عرف أنّ فهمه هو جماله، مع أننا نولد وحيدين ونموت وحيدين، ولكن يبقى دورنا ترسيخ المحبة والسلام بأنفسنا وفي من حولنا… هو طريقك وحدك، قد يمشي الآخرون معك ولكن ما من أحد يمشيه لك، لذلك دورك يكمل في معرفة أنّ من سار جابراً مثقفاُ متمرّساً هو من سار رابحاً وكأنّه كلّ أسرار الوجود مَلك…