صرّح يوم الخميس الماضي مساعد الرئيس الروسي للشؤون الاقتصادية قائلاً: "العالم سيدخل في مرحلة الجوع بنهاية هذا العام"، وفي نفس اليوم أشارت مجلة The Economist البريطانية إلى ذهاب العالم نحو جوع جماعي.
وان كانت تلك التصريحات مفزعة إلا أن الحقيقة قد تبدو أكثر فزعاً ورعباً... فالهند هي البديل الوحيد لروسيا وأوكرانيا في ساحة القمح، وقد أوقفت التصدير بسبب موجة حرّ غير مسبوقة تضرب الهند، أدّت إلى خفض إنتاج القمح وانقطاع الكهرباء.. إلخ، ممّا يُبشّر بمجاعة عالمية مقبلة، والأخطر موجة الفيروسات والأوبئة التي تضرب العالم بقسوة الآن. فالصين تتعرّض لموجة من المتحوّر أشدّ من أيّ مرحلة سابقة، والكوليرا القاتلة تتفشّى في باكستان، وفيروسات في الكبد مستجدّة علينا في الولايات المتحدة، ويتصاعد انتشار "جدري القردة" حتى خرجت عن نطاق أفريقيا وأوروبا.
وإذا كانت تلك تداعيات لحرب بيولوجية أو للحرب الروسية – الأوكرانية... إلا أنّ هناك إصراراً للدفع بكافة المسكونة إلى الخراب؛ فإن لم يأتك الخراب بسبب حرب عسكريّة، فسيأتيك عبر مجاعات أو أوبئة.
فإصرار الولايات المتحدة وبريطانيا على ضمّ فنلندا والسويد إلى الناتو في الفترة الحالية، في ظلّ حرب لم تنتهِ في أوكرانيا بسبب سعيها للانضمام إلى نفس الحلف، الذي لا معنى له إلا أن واشنطن قرّرت محاربة روسيا حتى آخر مواطن أوروبي؛ وطبعاً ستزيد واشنطن من ضغطها على أيّ طرف لن يتبع لها.
ففي باكستان، تمّ إسقاط عمران خان والإتيان بأحد لصوص عائلة شريف المدعومة من واشنطن، وإيران تشهد مظاهرات هي الأشرس، بينما أردوغان يمرّ بأزمة في التعامل مع الأطلسي، بسبب موقف بلاده الرافض لانضمام فنلندا والسويد للناتو؛ ولولا تغيير كافة قيادات الجيش التركيّ في آخر ستة أعوام حسب مقاس "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، لكنّا شاهدنا الجزء الثاني من انقلاب منتصف يوليو2016 الآن، بدل تفكير واشنطن الآن في إشعال أزمة في بحر إيجه.
أخيراً، وليس آخراً، العالم مقبل على مرحلة من الحروب والاضطرابات غير العادية، على كافة الأصعدة. ولذلك، لا تتعجّبوا عند مشاهدة أيّ أمور قد تبدو غير طبيعية في شكل السياسة الدولية المقبل وتحالفاتها!