تأسرني الأحلام
بكل ألوان الزهو
تسحرني
تكيل لي
أقداح الفرح المعتّق
وخطى الحنين إلى غرناطة
وسيف الله المسلول
والراية الخفّاقة
وحنين الروح للشبونة
حين تنادي
أين أنت يا من كنت هنا؟
وكنت تاج رأسنا
وفخرنا
ونور أيامنا
كانت هنا أصوات لا تحزن
وحب لا يدفن
وصورٌ عالقة بفؤادك
وجمالٌ هائم بجمالك
تقول لي قرطبة
هيا اقتحم
نحن في انتظارك
ويقول لي الحنين
ما بينك وبين الفجر ساعات عذاب
فهيا انهض
فهذا العرس عرسك
عرس أمجادك وانتصاراتك
فأي فرح يملأ السماء
يا قرطبة
ومراجيح الأطفال تحرق
بل أكبادهم تشوى
وأجسادهم للوحوش مرعى
فأي فرح يملأ السماء يا غرناطة
وأغنيات الصبايا عار
والقتل حكمة ووقار
ورحى الفتاوى تطحننا ليل نهار
فأي فرح يملأ السماء يا لشبونة
وعقولنا مفتوحة
لبغاء العقول
والسير إلى المجهول
ونجزم أننا للمصطفى نؤول
ارهقتنا الفتاوى يا الله
وفي الطريق إليك سدت كل المنافذ
والكل إليك وسيط
والكل باسمك ينافق
شبعنا يا الله أمجاداً
شبعنا يا الله أحلاماً
شبعنا يا الله نفطاً
شبعنا يا الله دماً
وفي كل قطرة نفط
لا يراق إلا دم الجائع
ولا تزهر إلا الفجائع
دخلنا حرب الجوامع
دخلنا حرب المواجع
قتل الأخوة شائع
وليس له رادع
والحب شيءٌ ضائع
صرخنا الظلم ظلمات فلا يعون
أنت المحبة
وأنت السلام
فلا يسمعون
باسمك يا الله
يستباح الدم
وباسمك نقتل
فأنقذنا يا الله
من وهم الطوائف والمذاهب
وامنحنا سيفاً واحداً
وعشقاً واحداً
نصلك بقلب واحد
كانون الأول 2016