انتشر في الآونة الأخيرة شغف التصوير بين الشباب والشابات لدرجةٍ دفعت أي شاب أو فتاة لاقتناء كاميرا والتقاط صور للطبيعة، وافتتاح صفحة عامة خاصّة بالتصوير، إلا أنّ أحد الشباب كان متفرّداً للدرجة التي كان يقصدُ فيها أغرب المناطق في العالم لالتقاط صور غريبة، يكابدُ في مقابلها الكثير من الأخطار والعناء. فقد قام عبد العزيز العميري بتصوير فيديو جميل لأحد أغرب أبراج المراقبة في العالم، وكان الفيديو أثناء تواجده في
في سري لانكا (جزيرة سرنديب) في أعلى نقطة من برج AMBULUWAWA، حيث يرتفع برج أمبولواوا إلى ما يقارب الـ3567 متراً نحو السماء، فوق سطح البحر؛ وهذا الارتفاع الشاهق لم يمنعه من الصعود درجة درجة عبر السلالم الصغيرة جداً، والتي لا تتّسع إلا لشخص واحد كي يقف عليها إلى أن وصل إلى أعلى القمة، هذا المشهد يذكّرنا بالمثل القائل: "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة".
المنظر المرتفع يكاد يخطف الأنفاس لجماله الأخّاذ. هذا المنظر الرائع لم يكن ليراه جموع المتابعين من بلادهم المختلفة لولا وجود رحّالة ينقلون هذه المناظر إلى العالم الخارجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فقد اشتهر عبدالعزيز العميري بكثرة أسفاره وترحاله من بلد إلى بلد، ومن دولة لأخرى، ولديه متعة التصوير ومشاركة مغامراته مع المتابعين الذين يسافرون معه من خلال حساباتهم عبر السوشيال ميديا، وهم في نفس المكان لا يغادرون بأجسادهم، وإنما تغادر أرواحهم وخيالاتهم مع عبدالعزيز إلى كلّ مكان يصل إليه.
من الرائع أن نجد من الشباب العربي مَن يشارك أجمل لحظاته مع الناس بشكل نموذجيّ، ولديه روح الجماعة وحبّ المشاركة وكرم المعلومات.
إن عبد العزيز لا يكتفي بتصوير المنظر بل يبادر إلى شرح معالم المكان، ويرجع في كلامه إلى سنين ماضية منذ القِدم ليعطينا معلومة موثوقة عن صورة المكان التي يقوم بمشاركتها مع جموع المتابعين.
بدأ عبد العزيز رحلته في العام ٢٠١٣ مسافراً من بلد إلى بلد، حاملاً كاميرا، متلهّفاً عاشقاً لتصوير كلّ ما يستحقّ أن يراه العالم. ففي حسابه على إنستغرام نجد سفراته حول العالم التي لا يُمكن أن نحصيها ونشاهدها في ساعات، حيث نبدأ في الهند. سافر إلى الهند مصوّراً مزارع الشاي والتوابل وقصر تاج محل الأشهر عالميا والجبال الشاهقة، متذوّقاً الطعام الهنديّ اللاذع اللذيذ، كاشفاً لمتابعيه عن عادات وتقاليد الشعب الهندي، ليغيّر مسار رحلته إلى المكسيك أرض الألوان، وليأخذنا برحلة افتراضية إلى أسواق المكسيك الجذابة حيث نتعرّف على أغرب العادات، قبل أن يتّجه إلى البوسنة والهرسك لنرى المعابد تعانق المساجد والكنائس والتسامح الشعبي.
عبد العزيز لديه خفّة ودماثة ولباقة غير اعتيادية بإيصال المعلومة للمشاهد، ويمارس شغفه بالترحال ونقل اللحظة الجميلة فنراه تارة يصوّر أشجار الكرز في كوريا الجنوبية، وتارة يتذوّق الكميجي أشهر الأطباق الكورية، ثم يتناول فطوره في إسطنبول على مضيق البوسفور. بالطبع للدول العربية حصة من أسفاره فقد زار السعودية ودبي ومصر.
ويطمح عبد العزيز العميري إلى زيارة جميع المدن في العالم شرقاً وغرباً ليكون أوّل رحّال زار العالم مكتشفاً كلّ ما هو جديد.